
لايمكن لأي بلد فى العالم أن يتقدم إلا عن طريق العلم والمعرفة وبجهود المفكرين والباحثين ومساعدة السلطات الكاملة لمن هم يعملون فى ميدان البحث العلمي والنشر والتأليف
ولاشك أن هناك عوائق فى بلادنا تعيق البحث العلمي منها أن من لديهم مقدرة على البحث العلمي ليس لديهم قدرات مادية يستطيعون بها تجسيد بحوثهم وجعلها فى متناول الجميع والكثير ممن لديهم قدرات على البحث العلمي فى موريتانيا عاطلون عن العمل أما من ليس لديهم قدرات على البحث العلمي أو لا يهتمون به أصلا عدى الجهلة والأميين فهم من الطبقة الغنية التى تمتلك المال وتكنزه ولا تنفقه إلا على نفسها أو فى السياسة المدمرة للبلد أو فى المضاربات بالنسبة للتجار والحصول على الصفقات والصراعات على مراكز النفوذ السياسي والتجاري والقبلي والجهوي والشرائحي والوظيفي ولو كانت هناك حركة علمية ومراكز مجهزة للبحث العلمي ومطابع رخيصة ودور نشر ومجامع علمية بدل هذه السياسة المخربة التى اشتغل بها الجميع وراح يتصارع فيها صراع حيوانات الغابة لكان بلدنا بخير والسبب هو أن السياسة اصبحت هي وسيلة النفوذ والثروة وأظن أنه علينا تجفيف منابع السياسة لصالح الفكر العلم لعل الناس تخفف من الإقبال على السياسة وتترك العلم وراء ظهرها كأنه لا يستحق أن يضع فيه احد وقته لكون مردوديته على اصحابه عديمة اليوم فى بلادنا بينما مردودية السياسة كبيرة أموال ونفوذ وجاه وسلطان أما حامل العلم فهو فقير ومهان ومنبوذ فى كثير من الأحيان فلا تسلط الأضواء إلا على السياسيين ولا تقدم النحائر إلا لهم عند التعيين أماالعلم وأهله فبطن الأرض خير لهم من ظهرها
السؤال : هل تولى الرئاسة فى بلادنا منذ الأستقلال باحث علمي أو مؤلف لكاتب الجواب هو كلا * هل وزراء الحكومات المتعاقبة فيها من قام ببحوث علمية معتبرة أو ألف كتبا فى مجالات معينة الجواب قد يكون واحد أو إثنان لا ادري بالضبط ولكن القليل ممن تولى الحقائب لديه أهتمام أو أثر علمي يذكر إذن مادامت قيادات البلد العليا منذ الأستقلال تتمحور حول السياسة والأحزاب والقبائل والشرائح وتتصارع على مراكز النفوذ وموارد البلد فلا غروة أن يكون البحث العلمي من جملة الأموات الذين قضوا نحبهم جوعا وعطشا فى هذه الصحاري الواسعة والشاسعة