نحن نحتاج إلى نزول البركة فى ثروتنا ومن اسباب نزول البركة التقوى والعدل والصدق ونبذ الحرام

اثنين, 08/29/2022 - 11:14

لماذا لم يبارك الله فى ثرواتنا الهائلة ولا فى مواردنا الضخمة ولا فى ابنائنا الفاسدين ولا فى موظفينا الفاشلين نحن لا نعلم ثروة أنزع بركة من ثروتنا ولا نعلم حكومة افسد ولا افشل من حكومتنا لماذا كل هذا ؟
الجواب يتلخص فى الأسباب التالية :
1 عدم الأتكال على الله وعدم الوثوق فى نظامنا فيما عند الله وإنما يثق فيما عند الغير ويتكل على ما عند الأجانب فنزعت البركة من جميع الثروات الوطنية من المساعدات الأجنبية فلم تحقق للبلد تنمية ولا حدت من الفقر للغابية ولم تغني القيادة الوطنية عن الأستجداء فى المحافل الدولية وقد رد فى الحديث الشريف: "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا
2 عدم العدل من مسببات ارتفاع البركة لأن العدل بين الناس من موجبات نزول البركة والتاريخ شاهد على ذلك كانت الدولة الإسلامية فى عهد النبي صلى الله عليه وسلم شحيحة الموارد فيها مجاعة شديدة إلى درجة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتزم على الحجارة من شدة الجوع وكان يجهز السرايا لقتال الأعداء ويزودهم بالقليل من الزاد ولما كانت العدالة الأجتماعية مطبقة نزلت البركة لهم فى كل شيء وفتحوا الأمصار شرقا وغربا
3 المال الحرام والربا وفساد النخبة
إن المال الحرام لا تنزل فيه البركة قد يصعد كما يصعد الدخان فى السماء لكنه سرعان ما ينهار ويتلاشي ويذهب فى مشارع فاشلة أو فى حفلات صاخبة أو فى صفقات خاسرة أو جيوب آخرين والمال الحاصل من الربا حرام ولا تنزل فيه البركة أبدا
كيف نحصل على نزول البركة فى ارزاقنا وفى ثرواتنا ؟
أولا علينا أن لا نتكل ولا نثق إلا فيما عند الله أن نترك المعاملات بالربا وأن نستثمر إمكاناتنا بأنفسنا وإذا كانت بيننا صفقات مع مستثمر نتعامل معه طبقا لما شرع الله وليس بما حرم الله وأن نقيم العدل بيننا وأن لا نجعل المال دولة بين الأغنياء منا نحرم الفقراء من حقهم فى المال وأن نؤمن بالله إيمانا صحيحا وليس إيمان المنافقين وأن نتقي الله حق تقاته ولا نبذر المال فيما لا فائدة فيه

قال تعالى : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ الأعراف96 ] .
ولو أنَّ أهل القرى صدَّقوا رسلهم واتبعوهم واجتنبوا ما نهاهم الله عنه, لفتح الله لهم أبواب الخير من كلِّ وجه, ولكنهم كذَّبوا, فعاقبهم الله بالعذاب المهلك بسبب كفرهم ومعاصيهم.
إذاً ما هي التقوى ؟ لقد عرف جمع من أهل العلم التقوى بتعريفات مختلفة في المعنى ، متوافقة في المضمون .
قال الحَلِيمي : حقيقة التقوى فعل المأمور به ، والمندوب إليه ، واجتناب المنهي عنه ، والمكروه المنزه عنه ، لأن المراد من التقوى وقاية العبد نفسه من النار ، وهو إنما يقي نفسه من النار بما ذكرت .
وقيل التقوى : أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ، بفعل الطاعات ، واجتناب المنهيات .
وقال علي بن أبي طالب رضي الهج عنه : التقوى : العمل بالتنزيل ، والخوف من الجليل ، والرضا بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل .
قال تعالى : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } [ الطلاق2-3 ] .
فالتقوى تزيد في بركة العمر والرزق ، ويحصل المتقي مطلوبه منها ،هذه هي مساهمتنا فى تصحيح مسار الأمة إذا كنا نريد التقدم وأول شيء يجب القيام به فى هذا المسار هو الصدق ومنع الكذب على الناس والكذب لا تنزل معه البركة أبدا قال الشاعر إذا قلت فى شيء نعم فأتمه ،، فإن نعم دين على الحر واجب
وإلا فقل لا تسترح وترح بها لئلا يقول الناس أنك كاذب
.وقد مدح الله جل وعلا فى القرآن العظيم سيدنا إسمائيل عليه السلام بصدق الوعد فقال ( وأذكر فى الكتاب إسماعيل أنه كان صادق الوعد ) أما من يخف وعده فهو إما جاهل أو فاسق أو حقير يقول الشاعر :
لايكذب المرأ ،، إلا عن مهانة
أو عادة السوء ،، أو قلة الأدب

على مدار الساعة

فيديو