علم الأنساب علم جليل وخطير ولا ينبغي أن يقدم عليه إلا من تخصص فيه وعلمه علم اليقين

أحد, 06/26/2022 - 12:38

لقد إهم علماء بدراسة علم الأنساب قديما فكان الفرس يعتمدون عليه فى تول شئون الحكم وكان العرب يعتمدون عليه فى تصحيح أنسابهم وأقره الإسلام كعلم مستقل له قواعده وأسسه العلمية وجاء فى الحديث الشريف / تعلمون من انسابكم ما تصلون به ارحامكم أو كما ورد  فى الحديث وقد برع نسابة فى هذا العلم وتم تأليف العديد من الكتب فيه عبر التاريخ لذا نختصر الموضوع هنا إلى مبحثين أحدهما لكاتب متخصص فى علم الأنساب والآخر عن شبكة الألوكة العلمية

علم الانساب :ـ قال ابن حزم الأندلسي علم النسب علم جليل رفيع، إذ به يكون التعارف. وقد جعل الله تعالى جزءاً منه تعلمه لا يسمع أحداً جهله، وجعل تعالى جزءاً يسيراً منه فضلاً تعلمه، يكون من جهله ناقص الدرجة في الفضل. وكل علم هذه صفته فهو علم فاضل، لا ينكر حقه إلا جاهل أو معاند1

ـ صفات النساب :ـ

ان يكون مؤمنا تقيا صادقا راسخ العلم في هذا الفن،يكون قوي النفس لئلا يُرهبه بعض أهل الشوكة , متصفاً بالتأني والتروي مبتعداً عن التسرع والإهمال، يتثبت من النسب قبل أن يعطي رأيه.
والايمان والتقوى تجعل المؤمن لايرتشي على الأنساب كما ذكر بعض المؤرخين والنسابة أن بعض من اشتغل بهذا الفن كان يرتشي على النسب.وكذلك لا يكذب في النسب فينفي الثابت ويثبت اللصيق . ومجتنباً للرذائل والفواحش وخوارم المروءة متخلقاً بأخلاق أمثاله وذلك ليكون مهيباً في نفوس الخاصة والعامة فإذا أثبت أو نفى لا يعترض عليه.

وذا فهم صائب، وحفظ جيد، واطلاع واسع، إضافة إلى معرفة بالشرع وأحكامه لاسيما ما يتعلق بأهل البيت النبوي الشريف من أحكام..
ومن صفاته المستحسنة أن يكون جيد الخط فإن التشجير لا يليق به إلا الخط الحسن.
يكون تثبيت النسب عند النسابه والفقهاء بادله يطلق عليها (ثابت النسب ) او (ثبوت النسب ) .يروي أبو داودوأحمد والبيهقي كما رواه البخاري وابن ماجه وغيرهم حديث للرسول الاكرم (ص) قال فيه :ـ (الولدُ للفِرَاشِ وللعَاهِرِ الحَجَرُ )، وقد شرح هذا الحديث الحافظ ابن حجر حيث يقول (أي للزاني الخيبة والحرمان، والعَهَر بفتحتين الزنا) 2 .
اذن يثبت النسب اولا في الفراش .
وثانيا :ـ أن يعترف الزوج اما الجمهور اي العوام والخواص بأن الولد الفلانيَّ ابنه. ..وذلك يسمى اقرار بولادته .
وثالثا :ـ شهادة رجلين مسلمين عاقلين مشهود لهم بالخبره والتزكية وهذه هي البينة الشرعيه ويطلق عليها البينة .
ورابعا :ـ الشهره ومعنى الشهرة أن تتداول الأخبار من جماعة يمتنع اتفاقهم على الكذب عادة بأن فلانًا هو ابن فلان
فيقول أبو حنيفة: (يثبت بالشهرة النسب والموت والنكاح)، وينقل ابن قدامة الحنبلي إجماع أهل العلم على صحة الشهادة بها في النسب والولادة وقال: (قال ابن المنذر: لا أعلم أحدًا من أهل العلم منع ذلك) 3

وخامسا :ـ أن يرى خط أحد النسابين المعتبرين ويعرف خطه ويتحققه، ويكون موثوقاً به فإذا شهد خط النسابة مشى وعمل به.
وسادسا :ـ أن يأتي المنتسب مع البينة التاريخية بأسماء آبائه وأجداده وهي شهادة المشهورين من العلماء فإن وجدوه صحيحاً وقعوا عليه وشهدوا بصحته. .
الفرق بين المبسوط والمُشَجَّر أن المشجر يُقدَّم فيه الابن على الأب، والمبسوط عكسه يقدم فيه الأب على الابن. أن المشجر يُبتدأ فيه بالبطن الأسفل ثم يترقى أباً فأباً إلى البطن الأعلى، والمبسوط يُبتدأ فيه بالبطن الأعلى ثم ينحط ابناً فابناً إلى البطن الأسفل.

ـ من اصطلاحات علماء النسب :ـ
اصطلح أهل هذا الفن على اصطلاحات كثيرة والمذكور ادناه اشهرها :ـ

ـ صحيح النسب:ـ أي ثبت نسبه عند النسابة وقوبل بنسخة الأصل ونُص عليه بإجماع النسابين المشهورين بالأمانة والورع والصدق.

ـ مقبول النسب:ـ أي ثبت نسبه عند بعض النسابين وأنكره آخرين فصار مقبولا من جهة شهادة شاهدين عدلين.

ـمشهور النسب:ـ هو من اشتهر بالسيادة ولم يُعرف نسبه فحكمه عند النسابة مشهور.

ـ مردود النسب:ـ هو من ادعى إلى قبيلة ولم يكن منهم ثم تلك القبيلة منعوه فصار حكمه عند النسابة أنه مردود النسب.

ـ فلان درج:ـ يريدون أن مات ولا ولد له.

ـ عقبه من فلان أو العقب من فلان:ـ يريدون أن عقبه منحصر فيه.

ـ فلان أعقب من فلان:ـ يريدون أن عقبه ليس بمنحصر فيه ويجوز أن يكون له عقب من غيره.

ـ فلان أولد أو ولد:ـ هما بمعنى واحد أي أعقب.

ـ فلان انقرض:ـ أي أنه أعقب وانقرض عقبه.

ـ فلان قُعدُد أو قُعيد النسب:ـ يريدون أنه أصغر الأولاد ويعبرون بذلك عن أقرب الرجال إلى الجد الأعلى.

ـ فلان عريق النسب:ـيريدون بذلك أن أمه من آل بيت النبوة وأمها كذلك، وكلما زاد كان أعرق.

ـ وإذا ذكروا للرجل بنات فقط وسموهن فإنهم يريدون أنه ليس له غيرهن إلا إذا قالوا: مات عنهن أو مِئناث أومِئناث أورث ، والمئناث بكسر الميم بوزن مفعال يقال: امرأة مئناث إذا كان عادتها تلد الإناث.

ـ هو لغير رَشدة:ـ يريدون أنه وُلد من نكاح فاسد، فقد روى أبو داود وأحمد والبيهقي وغيرهم من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): ومن ادعى ولداً من غير رشدة فلا يرث ولا يورث ، قال ابن الأثير: قال الأزهري في فصل بغَى: كلام العرب المعروف: فلان ابن زَنية وابن رَشدة، وقد قيل زِنية ورِشدة، والفتح أفصح اللغتين.

ـ هو ولد دَعي أو من الأدعياء يريدون أنه يلصق نسبه برجل وليس من ذريته بل هو من ذرية رجل آخر غيره.

ـ أمه أم ولد:ـ يريدون أن أمه جارية، وكذا قولهم: فتاة أو سبية ، وإذا كان قد ارتفع الملك عنها قالوا: مولاة,وقد يقولون: عتاقة فلان، وقد يقولون: ذات يمين .

ـ لا بقية له يريدون أنه لا ولد له بالأثر أو كان له بقية وهلكوا، أما إذا كان له بقية قليلة فيعبرون عنه بقولهم: مقل، وأما إذا كانت له بقية كثيرة فيعبرون عنه بقولهم: مكثر ، وإذا قالوا: تذيلوايريدون أنه طال ذيلهم.

ـ فيه حديث أو له حديث أي أنه طُعن في نسبه.

ـ أُسقِط يريدون أنه أُسقط من آل البيت لعدم اتصاله بهم، أو لسوء فعله.

ـ طبقات الانساب :ـ
يجمع النسابون في نسب العرب اليوم إما إلى عدنان وإما إلى قحطان ..وبسبب كَثُرَ الاختلاف في عدد الآباء وأسمائهم فيما فوق ذلك ,فتشعب المناهج وتصعب المسالك , فاقتصروا على صحة ما دونهما.

فيحدد القلقشندي قائلا :ـ عد أهل اللغة طبقات الأنساب ست طبقات. 4 .
فتكون الطبقات هي 1.الشعب 2.القبيلة 3.العماره 4.البطن 5.القخذ 6. الفصيله ..نبدا كالاتي :
الطبقة الأولى :ـ الشعب: بفتح الشين وهو النسب الأبعد كعدنان مثلا . قال الماوردي في الأحكام السلطانية: وسمي شعبا لأن القبائل تتشعب منه" .
قال الجوهري: وهو أبو القبائل الذي ينسبون إليه، ويجمع على شعوب .
وقال أبو الهدى الصيادي نقيب السادة الأشراف في حلب في الروض البسام ص/: " الشعوب أحدها شَعب وشِعب يقال في القبيلة بالفتح وفي الجيل بالكسر وهو الذي يجمع القبائل وتنشعب منه ويشبه الرأس من الجسد ، قال الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} 5 .
الطبقة الثانية :ـ القبيلة: وهي ما انقسم فيها الشعب كربيعة ومضر.
قال أبو الهدى: القبيلة وهي التي دون الشعب ، وهي التي تجمع العمائر، وإنما سميت قبائل لتقابل بعضها ببعض واستوائها في العدد، وهي بمنزلة الصدر من الجسد.
ويقول الجوهري :ـ وجماجم العرب هي القبائل التي تجمع البطون".
ولذلك سميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها، وتجمع القبيلة على قبائل وسميت القبائل جماجم أيضا .
الطبقة الثالثة:ـ العمارة قال أبو الهدى: العمائر واحدها عِمارة وهي التي تجمع البطون وهي دون القبائل، وهي بمنزلة اليدين من الجسد.
والعمارة: بكسر العين وهي ما انقسم فيه أنساب القبيلة كقريش وكنانة ويجمع على عمارات وعماير.
الطبقة الرابعة :ـ البطن ..قال أبو الهدى: البطون واحدها بطن وهي التي تجمع الأفخاذ .
والبطن: وهو ما انقسم فيه أنساب العمارة كبني عبد مناف، وبني مخزوم، ويجمع على بطون وأبطن.
الطبقة الخامسة :ـ الفخذ ..قال أبو الهدى: الأفخاذ ويقال للفرقة التي تنشعب من البطن، وفي هذه التسمية إشارة لقرب الفخذ من البطن.
والفخذ: وهو ما انقسم فيه أنساب البطن كبني هاشم، وبني أمية، ويجمع على أفخاذ".

الطبقة السادسة :ـ الفصيلة قال أبو الهدى: الفصائل واحدها فصيلة وهي أهل بيت الرجل وخاصته، قال الله تعالى: {يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه} 6، وهي بمنزلة القدم وهي مفصل يشتمل على عدة مفاصل.
الفصيلة: بالصاد المهملة وهي ما انقسم فيه أنساب الفخذ كبني العباس. قلت: هكذا رتبها الماوردي في الأحكام السلطانية، وعلى نحو ذلك جرى الزمخشري في تفسيره في الكلام على قوله تعالى: {وجعلناكم شعوباً وقبائل} إلا أنه مثل الشعب بخزيمة، وللقبيلة بكنانة، وللعمارة بقريش، وللبطن بقصي، وللفخذ بهاشم، وللفصيلة بالعباس، وبالجملة فالفخذ يجمع القبائل، والبطن يجمع الأفخاذ، والعمار تجمع البطون، والقبيلة تجمع العمائر، والشعب يجمع القبائل".
قال القلقشندي: قال النووي في تحرير التنبيه: وزاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة. قال الجوهري: وعشيرة الرجل هم رهطه الأدنون. قال أبو عبيدة عن ابن الكلبي عن أبيه: تقديم الشعب ثم القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم الفخذ، فأقام الفصيلة مقام العمارة في ذكرها بعد القبيلة، والعمارة مقام الفصيلة في ذكرها قبل الفخذ، ولم ينكر ما يخالفه. ولا يخفى أن الترتيب الأول أولى وكأنهم رتبوا ذلك على بنية الإنسان فجعلوا الشعب بمثابة أعلى الرأس، والقبائل بمثابة قبائل الرأس وهي القطع المشعوب بعضها إلى بعض تصل بها الشؤون وهي القنوات التي في القحف لجريان الدمع، وقد ذكر الجوهري أن قبائل العرب إنما سميت بقبائل الرأس، وجعلوا العمارة تلو ذلك إقامة للشعب والقبيلة مقام الأساس من البناء، وبعد الأساس تكون العمارة وهي بمثابة العنق والصدر من الإنسان، وجعلوا البطن تلو العمارة لأنها الموجود من البدن بعد العنق والصدر، وجعلوا الفخذ تلو البطن لأن الفخذ من الإنسان بعد البطن، وجعلوا الفصيلة تلو الفخذ لأنها النسب الأدنى الذي يصل عنه الرجل بمثابة الساق والقدم إذ المراد بالفصيلة العشيرة الأدنون بدليل قوله تعالى: {وفصيلته التي تؤويه} أي تضمه إليها، ولا يضم الرجل إليه إلا أقرب عشيرته.

واعلم أن أكثر ما يدور على الألسنة من الطبقات الست المتقدمة القبيلة ثم البطن وقل أن تذكر العمارة والفخذ والفصيلة، وربما عبر عن كل واحد من الطبقات الست بالحي إما على العموم مثل أن يقال: حي من العرب وإما على الخصوص مثل أن يقال حي من بني فلان .

ـ أمور يحتاجها الناظر في علم الانساب :ـ

قال القلقشندي 7: وهي عشرة أمور:

الأول: قال الماوردي: إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوبا والعمائر قبائل. يعني: وتصير البطون عمائر، والأفخاذ بطونا، والفصائل أفخاذا، والحادث من النسب بعد ذلك فصائل.

الثاني: قد ذكر الجوهري أن القبائل هي بنو أب واحد، وقال ابن حزم: جميع قبائل العرب راجعة إلى أب واحد سوى ثلاث قبائل وهي تنوخ والعتق وغسان فإن كل قبيلة منها مجتمعة من عدة بطون. نعم الأب الواحد قد يكون أبا لعدة بطون ثم أبو القبيلة قد يكون له عدة أولاد فيحدث عن بعضهم قبيلة أو قبائل فينسب إليه من هو منهم ويبقى بعضهم بلا ولد، أو يولد له ولم يشتهر ولده فينسب إلى القبيلة الأولى.

الثالث: إذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر كهاشم وقريش ومضر وعدنان جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع فيجوز لبني هاشم أن ينتسبوا إلى هاشم وإلى قريش وإلى مضر وإلى عدنان فيقال في أحدهم: الهاشمي، ويقال فيه: القرشي والمضري والعدناني، بل قد قال الجوهري: إن النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل، فإذا قلت في النسبة إلى كلب بن وبرة: الكلبي استغنيت عن أن تنسبه إلى شيء من أصوله. وذكر غيره أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى، ثم يرى بعضهم تقديم العليا على السفلى مثل أن يقال في النسب إلى عثمان بن عفان: الأموي العثماني، وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا فيقال: العثماني الأموي.

الرابع: قد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينتسب إليهم فيقال: فلان حليف بني فلان أو مولاهم، كما يقال في البخاري: الجعفي مولاهم ونحو ذلك.

الخامس: إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى جاز أن ينتسب إلى قبيلته الأولى وأن ينتسب إلى القبيلة التي دخل فيها، وأن ينتسب إلى القبيلتين جميعاً، مثل أن يقال: التميمي ثم الوائلي، أو الوائلي ثم التميمي وما أشبه ذلك.

السادس: القبائل في الغالب تسمى باسم الأب الوالد للقبيلة كربيعة ومضر والأوس والخزرج ونحو ذلك، وقد تسمى القبيلة باسم أم القبيلة كخندف وبجيلة ونحوهما، وقد تسمى باسم خاص ونحو ذلك، وقد تسمى القبيلة بغير هذا، وربما وقع اللقب على القبيلة بحدوث سبب كغسان حيث نزلوا على ماء يسمى غسان فسموا به، وربما وقع اللقب على الواحد منهم فسموا به، وقيل غير ذلك.

السابع: أسماء القبائل في اصطلاح العرب على خمسة أضرب:

أولها: أن يطلق على القبيلة لفظة الأب كعاد وثمود ومدين ومن شاكلهم وبذلك ورد القرءان كقوله تعالى وإلى عاد، وإلى ثمود، وإلى مدين يريد بني عاد وبني ثمود ونحو ذلك، وأكثر ما يكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام لا سيما في الأزمان المتقدمة بخلاف البطون والأفخاذ ونحوهما.

وثانيها: أن يطلق على القبيلة لفظ البنوة فيقال: بنو فلان، وأكثر ما يكون ذلك في البطون والأفخاذ والقبائل الصغار لا سيما في الأزمان المتأخرة.

وثالثها: أن ترد القبيلة بلفظ الجمع مع الألف واللام كالطالبيين والجعافرة ونحوهما، وأكثر ما يكون ذلك في المتأخرين دون غيرهم.

ورابعها: أن يعبر عنها بآل فلان كآل ربيعة وآل الفضل وآل علي وما أشبه ذلك، وأكثر ما يكون ذلك في الأزمنة المتأخرة لا سيما في عرب الشام في زماننا، والمراد بالآل: الأهل.

وخامسها: أنه يعبر عنها بأولاد فلان ولا يوجد ذلك إلا في المتأخرين في أفخاذ العرب على قلة.

الثامن: غالب أسماء العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه ويحاورونه إما من الحيوان كأسد ونمر، وإما من النبات كنبت وحنظلة، وإما من الحشرات كحية وحنش، وإما من أجزاء الأرض كفهر وصخر ونحو ذلك.

التاسع: الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء ككلب وحنظلة وضرار وحرب وما أشبه ذلك، وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء كفلاح ونجاح ونحوهما، والمعنى في ذلك ما يحكى أنه قيل لأبي القيس الكلابي: لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء نحو كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح؟ فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا، يريد أن الأبناء معدة للأعداء فاختاروا لهم شر الأسماء، والعبيد معدة لأنفسهم فاختاروا لهم خير الأسماء ـ أي في نظرهم ـ.

العاشر: إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان كالحارث والحارث، وكالخزرج والخزرج وما أشبه ذلك، وأحدهما من ولد الآخر أو بعده في الوجود عبروا عن الوالد والسابق منهما بالأكبر، وعن الولد والمتأخر منهما بالأصغر، وربما وقع ذلك في الأخوين إذا كان أحدهما أكبر من الآخر

وجاء فى الألوكة

مما يهم الباحث في العلوم الإنسانية خصوصاً والباحث في التراث بشكل عام، أن يعرف ما ألفه العلماء في مجال الأنساب، وميزات كل كتاب وأجود طبعاته ومكان المخطوط منه، وما تحويه المجلات البحثية من كنوز في ثناياها، كمجلة العرب ومجلة مجمع اللغة ومجلة المورد وغيرها.

 

وقد حرصت في هذا البحث أن أجمع الموجود من كتب النسب مع تعريف لها، ونقل ما قاله النقاد حول كل كتاب، سائلاً الله تعالى أن يعين على التمام.

 

ويحسن بنا أن نقدم تعريفا لعلم النسب، فقد قال صاحب كشف الظنون 178/1:

هو علم يتعرف منه انساب الناس وقواعده الكلية والجزئية والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص وهو علم عظيم النفع جليل القدر أشار الكتاب العظيم في وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا الى تفهمه وحث الرسول الكريم في تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم على تعلمه والعرب قد اعتنى في ضبط نسبه الى ان كثر أهل الإسلام واختلط أنسابهم بالإعجام فتعذر ضبطه بالآباء فانتسب كل مجهول النسب الى بلده أو حرفته أو نحو ذلك حتى غلب هذا النوع وهذا العلم من زياد اتي على مفتاح السعادة والعجب من ذلك الفاضل كيف غفل عنه مع انه علم مشهور طويل الذيل وقد صنفوا فيه كتباً كثيرة.

 

والذي فتح هذا الباب وضبط علم الأنساب هو الإمام النسابة هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة أربع ومائتين، فإنه صنف فيه خمسة كتب المنزل والجمهرة والوجيز والفريد والملوكي ثم اقتفى اثره جماعة اوردنا آثارهم، ثم أوردها سرداً رحمه الله.

 

ويحسن بنا قبل البدء في استعراض الكتب أن نذكر من ألف في فضل علم النسب وقواعده:

فأما المؤلفات في فضل علم النسب فلم أجد أحدا أفرده بالتصنيف، وإنما تجد بعض الإشارات في مقدمات الكتب، وكتب الببلوغرافيا ككشف الظنون وأبجد العلوم ونحوهما إضافة إلى تراجم علماء النسب. ولذا فقد اجتهدت في جمع فوائد هذا العلم وفضائله ونشر في مجلة الدرعية بعنوان: أهمية علم النسب.

 

الكتب في قواعد علم النسب:

وأما المؤلفات في قواعد علم النسب فهي غاية في الأهمية، وصدق العلامة ابن سعدي رحمه الله في قوله:

فاحرص على حفظك للقواعد

جامعة المسائل الشوارد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فترتقي في العلم أي مرتقى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وتقتفي سبل الذي قد وفقا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

 

ومع ذلك فلم أجد كتبا ذات بال في هذا المجال، إلا بحثا موسوما ب: الأنساب في الميزان، نشره عبد الوهاب حمودة في مجلة كلية الآداب في جامعة القاهرة ج 14جزء 1عام 1952م. ولم يتيسر الاطلاع عليه، إلا أنه قد يحوي قواعد هذا الفن.

 

وللعلامة حمد الجاسر بعض الإشارات المبثوثة في كتبه ومجلته: مجلة العرب.

كما للشيخ أبي عبدالرحمن ابن عقيل فوائد وقواعد متناثرة في كتبه، وهي جيدة.

وقد جمعت عددا منها ولكنها تحتاج إلى تأن وصبر وكثرة اطلاع، وجرد للكتب المصنفة في الفن.

 

تراجم النسابين:

وجدنا بعض الإشارة إلى عدة كتب، ولم تصل إلينا مثل:

التحفة الطريفة في طبقات النسابين للشريف الجواني (بروكلمان 642/3). خرجت أخيراً بتحقيق الأستاذ تركي القداح.

كتاب النسب لأسد ابن حمدوية الورتيني (كحالة 240/2).

 

وأما الكتب المتداولة في تراجم النسابين فهي منية الراغبين في طبقات النسابين. ومؤلفه عبد الرزاق بن حسن كمونة طبع بالنجف عام 1973م. ثم صور وبيع في مكتبة الرشد بالرياض قبل سنوات.

 

طبقات النسابين ومؤلفه حسن بن محمود المرعشي الحسيني المولود سنة 1315هـ. وهو شيعي أيضا وبيع مصورا في مكتبة الرشد قبل مدة. وقد ملآ كتابيهما من مدح علماء الشيعة ولمز غيرهم.

 

ومن أهم ما ألف في هذا الفن في العصر الحديث: كتاب (طبقات النسابين) تأليف الشيخ بكر أبو زيد، وآخر طبعاته سنة 1418هـ، وقد وقع في الكتاب أوهام ليست قليله، فاستدرك عليه الشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل، والأستاذ سليمان الحديثي والشيخ عاتق البلادي. كما استدرك عليه الأستاذ محمد الرشيد وسمى استدراكه:

الإيضاح والتبيين للأوهام الواردة في كتاب طبقات النسابين.

 

كما استدرك الأستاذ مسفر الشرافي على الطبقات وسمى كتابه:

معجم كتب الأنساب العربية الحديثة غير الواردة في كتاب طبقات النسابين، وصدر سنة 1426هـ، ومجموع ما استدركه 480كتابا.

ونسأل الله أن يمد في عمر الشيخ بكر أبو زيد ليخرج كتابه بشكل أتم وأوفى.

 

الكتب في فضائل العرب:

وبعد أن يعرف طالب النسب فضل العلم وقواعده، ثم ينظر في تراجم النسابة، يحسن به قبل أن يدخل في كتب النسب وما فيها من ميزات وأوجه النقد فيها، فنذكر ما وقفت عليه من كتب فضائل العرب الذين اصطفاهم الله من خلقه فاختار أشرف أنبيائه صلى الله عليه وسلم وأنزل أشرف كتبه بلغتهم.

 

• محجة القرب إلى محبة العرب لزين الدين العراقي، وقد طبع بتحقيق الدكتور عبدالعزيز الزير، وصدر عن دار العاصمة.

 

• وله القرب في محبة العرب. طبع عام 1303هـ طبعة حجرية في الهند. ثم بمصر عام 1381هـ محققا.

 

• مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب لمرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي م سنة 1033هـ رحمه الله تعالى. طبع بتحقيق علي الحلبي.

 

• جواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم الجلي والنسب العلي. ومؤلفه نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله السمهودي المدني الشافعي. م سنة 911هـ. رحمه الله تعالى. والكتاب مطبوع.

 

• مبلغ الأرب في فضائل العرب. ومؤلفه أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي. م سنة 974هـ. رحمه الله تعالى، وقد طبع عام 1357هـ في مطبعة أم القرى بمكة. وبعد أن يقرأ طالب النسب في هذه الكتب تزداد همته لدخول هذا العلم والبحث فيه، وأول ما يذكره أهل النسب في هذا الفن كتب ابن الكلبي رحمه الله، وهو موضوع حديثنا إن أعان الله تعالى.

الخلاصة

إن من يكتب أو يؤلف فى علم الأنساب عليه أن يتوق الحذر فى كتابته أن يكون عالما بالأنساب ومحايدا فى الكتابة ومستندا على حقائق علمية صحيحة فلا يمنح لأحد نسبا ليس له ولا ينفي نسبا أحد كان له فهذه الأمور فى غاية الخطورة وصاحبها مسئول عنها فى الدنيا والآخرة فقد تدخله النار من حيث لا يدري ونعوذ بالله من النار

أما أدعياء النسب فهم إما أن يكونون على حق وإما أن يكونوا على باطل والناس مصدقون فى أنسابهم ما لم تكون هناك بينة صحيحة وواضحة تنفي ذلك .

على مدار الساعة

فيديو