
إضارتنا العمومية متضخمة ومترهلة وغير نشطة وينتابها الأرتباك وتتخللها الإخفاقات وتتسرب منها الوثائق السرية وتلتهم رواتبها وعلواتها معظم الموازين السنوية كل قطاع وزاري لديه مستشارين فى الرئاسة ومستشارين فى الوزارة الأولى وكل مصلحة فى وزارة لديها مستشارين وكل إدارة لديها مديرين وكل ولاية لديها ولاة ومع هذا فالعمل الحكومي بطيء والذي ينفذ منه دون المستوى لماذا هل هذا يعود إلى عدم الكفائة أم إلى تكاسل المسئولين فى العمل أم إلى قلة الموارد المالية التى لايمكن إنجاح عمل بدونها المنظمة الوطنية للشفافية ومحاربة الفساد والرشوة تدعوا جميع أطر الإدارة الوطنية إلى حوار حول هذه الظاهرة التى تعرقل تسيير شئون البلد وتحول دون تحقيق الأهداف التى ترسم سنويا سواء على ميزانية الدولة أو بواسطة المساعدات والسلفات الأجنبية وكل سنة تقريبا يكون هناك عجز ميزانوي وفائض ميزانوي لم يتم استيعابه نتيجة بطيء العمل الحكومي وعدم نجاعة وشفافية المسيرين كيف تبقى موازين تنتهي السنة المالية دون صرفها مع أن البلد فى أمس الحاجة إليها ؟ هذا يتكرر كل سنة وكل سنة تكون نتيجة العمل الحكومة اردء من التى قبلها وإذا ما استثنينا الصفقات المشبوهة والمراقبات الناقصة والحسابات الغير دقيقة فإن عمل الحكومة فى بلادنا سوف يفضحه بطء التسيير وردائة التنفيذ وما لم تعالج هذه الظاهرة فلن يكون هناك تقدم فى شيء كم قرار أتخذ ولم يجد طريقه نحو التنفيذ هل هناك أشخاصا داخل الإدارة العمومية يعرقلون كل لا لم تكن لهم فيه مصلحة أم أن الأمر يعود إلى عدم دراسة تلك القرارات قبل أتخاذها وتمريرها فى مجلس الوزراء أعطي ميثالا الرئيس بعد توليه مهام الرئاسة قبل اكثر من ثلاث سنوات امر بإصلاح الصحافة وتمكينها وتمهينها وتم تشكيل لجنة لذلك الغرض وبعد حوالي سنة اصدرت تقريرا قد لا يكون هو كل شيء بالنسبة للموضوع لكنه اجتهاد معين من تلك اللجنة ولم يجد طريقه إلى التنفيذ حتى الآن والرئيس قال أنه سوف يصلح التعليم و يخلق مدرسة جمهورية وإلى حد الساعة لا توجد مدرسة جمهورية فى البلاد وإنما هناك اشباه مدارس يباع فيها وهم التعليم لآباء التلاميذ الذين يتخلصون من ابنائهم فى الشوارع يظنون أنهم يدرسون وهم يلعبون ويرقصون البنات والبنين طيلة وقت الدوام ثم يعودون إلى ذويهم أو يأتي إليهم من يحملهم من ذويهم لاشيء عندهم من العلم سوى ما جنوه فى الشوارع من اخلاق فاسدة وتنمر على الكبار حواليهم وإذاء كل أحد من السكان من حولهم بالسوء وقد يتقاتلون فيما بينهم فى الشوارع ويعطب بعضهم بعضا هذا فيما يخص ما يسمى بالمدارس الحرة التى نشاهدها ولا تتوفر على صفة المدرسة إنما هي دور سكنية فى أحياء مكتظة بالسكان وليس محمية ولا مسورة وبلا مساحة يجلس فيها التلاميذ أوقات الراحة إنما يجلسون على بيوت السكان ويرمونهم بالحجارة وبالفضلات ويحولون سكان االأحياء على جحيم أما المدارس العمومية فهي أقل خطرا من ما يسمى بالمدارس الخاصة وأعني بالمدارس الخاصة تلك التى لا تتوفر فيها صفة المدرسة وتكون مندسة فى الأحياء السكنية أما المدارس الخاص التى تتوفر فيها صفة المدرسة وبمعزل خارج الأحياء السكنية ولا تجعل من الدور السكنية فصولا مدرسية لها فهذه قد تكون مدارس تربوية إذا كانت تدرس المناهج الوطنية وليس المناهج الأجنبية
ثالثا الرئيس وعد بإصلاح الإدارة والإدارة هذا حالها ابعد ما تكون عن الإصلاح ملفاتها السرية تسرب من حين لآخر ولا ننسى تسريب وزارة الداخلية التى يعتمد عليها الأمن العمومي وحتى القضاء لم يسلم من التسريب
نتابع فى الحلقات القادمة بحول الله