لماذا دولتنا الغنية بالثروات تكون دولة فقيرة ومتخلفة وفاشلة فى التنمية

اثنين, 06/06/2022 - 14:28

الجواب على هذا السؤال نطرحه على الحكومة الموريتانية وأظنها بل أجزم بأنها سوف لن تجيب عليه فلو كانت قادرة على الجواب لكانت قادرة تغيير هذا الواقع المزري والفاضح للبلد لذا يتحتم علينا محاولة إيجابة مختصرة عن هذا السؤال نيابة عن الحكومة فنقول بأن ذلك يعود إلى اسباب كثيرة تتعلق ببنية الدولة ونظامها والطريقة التى تسير بها وسوف نختصر إلى ثلاث اسباب من تلك القائمة الطويلة العريضة منها سوء التعليم وفساده ومنها سوء الحكامة الرشيدة ومنها سوء الإدارة وتدور هذه السؤات الثلاث على واحدة هي سوء المنظومة التعليمية فالتعليم عندنا ليس تعليما منتجا إنما هو تعليم أقرب على الفوضى فأنعكس ذلك على حكم البلاد كان ومازال التعليم لدينا يهدف على شيء واحد هو التوظيف وهذ الشيء وسيلته فى القوانين الموروثة عن المستعمر هي الشهادة فلكي تحصل على وظيفة لابد لك من شهادة ولو عن طريق الغش والتزوير وإذا حصلت عليها بتلك الطرق الملتوية تجسد بقية الهدف عن طريق الوساطة وهذا صحيح لا مراء فيه ومشاهد بكل الأفعال والأشكال وهنا اصبحت لدينا إدارة مليئة بالفاشلين ومحدودي المعرفة ثم تدرج بعض موظفيها عن طريق المحسوبية السياسية فى مظائف الدولة العليا وراحوا مسيرين للبلد بعضهم ازداد بشهادات مزورة عن طريق الشراء من الدول الأجنبية بينما البعض الآخر اكتفى بما حصل عليها من مدارس البلد التى تفتقر على المدرسين الأكفاء وإلى الصرامة فى التحصيل حيث ينتشر معطى النقاط المجانية كان أحد تلاميذ ثانوية أطار بينه خصومة مع أستاذه فجاء والده إلى الأستاذ ومكث معه فترة فى مكتبه ثم خرج كان ذلك فى بداية الأمتحان وسمعت التلميذ وهو صديق لي يقول أعطاني الأستاذ نقاط على المواد كذا وكذا ثم قال لي أزيدك نقاط أخرى هدية مني على أسرتك هذه حقيقة زمنها سبعينيات القرن الماضي ومكانها ثانوية اقنمريت بمدينة أطار مثال آخر كنت فى أمتحان ولاحظت أنه لا وجود لمراقب أبدا فى قاعة الأمتحان فسألت البواب عن المراقب فقال لي ذهب فى حاجة له إذن هذه هي مدارسنا وهؤلاء هم خريجوها لذلك فشلنا رغم ثروات بلادنا الهائلة ورغم سعة ارضنا وقلة سكانها ورغم أننا لسنا فى حرب ولا حصار فشن علينا الجهل والتخلف حربه وجعل من بلادنا الغنية بلاد فقيرة ومن شعبنا الطموح شعب فقير وعاجز عن ابسط مستلزمات الحياة ومن نخبتنا الحاكمة نخبة بلا ادمغة ولا تفكير سوى فى الحصول على منزل فى تفرغ زينه وسيارة فارهة وعدد من الخدم المنزلي والحراس وبهذا تخلفنا وتخلف بلدنا وعجزنا عن تنميته وعن إصلاحه كل سنة تقدم ميزانية وذهب دون تحقيق الأهداف المرجوة من الموازين ثم تأتي أخرى ويكون مصيرها كمصير سابقاتها وهكذا دواليك .

سيد مولاي الزين

على مدار الساعة

فيديو