تونس فى ظل احتدام الصراع على السلطة من ستكون له الغلبة ومن سيخضع لمن ؟

أحد, 06/05/2022 - 12:07

تونس الخضراء هل يحرقها مواطنيها ماذا دهاها هل تسلل اليها شيء من عدوى جارتها وشقيقتها ليبيا لماذا يشتد الصراع على الحكم فى تونس

لم تكن السياسة التونسية التى اعقبت نظام زين العابدين وليدة لتشاور ولا لنظام محكم وانما جاءت عفوية وتلقاءية وردة فعل على نظام بن علي فتم تشكيل ديموقراطية هشة من فسيفساء احزاب وحركات لا يجمعها سوى عداوة بن علي لكنها استعانت ببعض رموز نظامه فقدمته للواجهة وهو شيء تندم عليه قد يكون السبب يعود الى جهل اصحاب الثورة على نظام بن علي بملابسات الحكم او ان القوى الامنية والجيش بالذات هو من كان يقف وراء ذلك كل ما فى الامر هو ان التجربة التونسية للحكم بعد بن علي فشلت والتيارات المتباينة التى حكمت خلال الاعوام الماضية لم تحقق شيء للتونسيين سوى الصراعات على النفوذ وعلى المواقع فى مفاصل الدولة والحزب الابرز المتمثل بحركة النهضة بقيادة السيد راشد الغنوشي تبين انه غير منسجم مع فكر وتوجهات قاءده ومؤسسه السيد الغنوشي هذا الرجل الهادىء ذو الطبع اللين فقد بوصلة حركته حيث تحولت الى حركات وفى هذا الخضم جاء رجل لم يكن ينتمي لمستنقع السياسة رجل اكادمي استاذ جامعي كان يخدم فى المؤسسات التعليمية بعيدا عن اتون لهيب الصراع فى تونس رمت به الاقدار الى الترشح للرءاسة بتشجيع من مؤسسات التعليم فى تونس التى وجدت نفسها تعاني من صراع السياسيين على السلطة واملت ان ينجح هذا الاستاذ لعله يستطيع انقاذ مؤسسات التعليم على الاقل ان لم يستطع انقاذ البلد برمته وشاءت الاقدار ان ينجج الرءيس قيس اسعيد على مقعد الرءاسة بتونس لكون الاحزاب والحركات التونسية المتصارعة على السلطة رات فيه انه ليس سياسيا والسياسيين بعضهم عدو للبعض وبالتالي صوتوا له خوفا من نجاح خصومهم عليهم وتسلم اسعيد قصر قرطاجة بتواضع وامضي فترته الاولى يدرس احوال السياسة وعندما عرف ان انظام الذي كان يقود البلاد بحاجة الى اصلاح راح يفكر فى الطريقة التى يستطيع من خلالها تغيير النظام وراى ان يقيل الحكومة ويجمد عمل البرلمان حتى تتم عملية الاصلاح التى خطط لها بعناية لكن المشكلة هي ان الارانب التونسيين تحولوا فى فترة ما بعد زين العابدين الى نمور والسيد الغنوشي رءيس البرلمان لم يعد يتحكم  فى مجريات الجلسات البرلمانية فقد كانت القوى المتصارعة تخوض الصراعات والأشتباكات داخل قبة البرلمان أمامه ولم تحترم هذا الشيخ الطاعن فى السن الوقور وبدوره  فإن السيد الغنوشي لم يعد يتحكم بالكامل فى حركة النهضة فاصبحت لها اجنحة وقيادات متباينة ان لم نقل متصارعة اما اتحاد الشغل الذي كان يفترض ان يقتصر دوره على تحسين ظروف العمال فقد انغمس فى السياسة وهو شيء يخالف قوانين الشغل وفى النهاية وجد اسعيد نفسه يخوض صراعا مع جبهات متعددة تريد الاطاحة به ولكن اذا كان الجيش وقوى الامن مازالت مع الرءيس فقد يستطيع تمرير مشروعه استنادا عليها وهذه التحركات الحالية التى نشاهدها ربما تشبه حركة المذبوح قبل تسليم الروح وعلى كل حال نتمنى للشعب التونسي كل خير وان يتصالح مع بعضه وان يترك المعارك جانبا وان لا ينخدع بالتحريض الاجنبي

سيد مولاي الزين موريتانيا

على مدار الساعة

فيديو