الحوار السياسي فى ظل الأزمات الأقتصادية والسياسية والأغراض الخاصة

خميس, 03/03/2022 - 08:31

لماذا لا ينطلق هذا الحوار حتى الآن وماذا تريد الأنلبية من المعارضة وماذا تريد المعارضة من الرئيس ؟

هذه محاور عبارة عن دواليب توضع لكي يتم عرقلة الحوار من هنا وهناك النظام الموريتاني الحاكم يحسب أن لا مشكلة فى البلد تتطلب حوارا ولكنه لا يمانع فى وجود حوار إذا كان ذلك يحل مشكلة من مشاكل البلد التى لايعترف بوجودها وحسب بعض اعضاء حزب ولد عبد العزيز يشترط توحيد كلمة المعارضة وانسجامها فيما بينها وهو شرط غريب لم يسمع بمثله فتنظيم المعارضة ذات المشارب المختلفة والمطالب المتنوعة أمر فى غاية الصعوبة إذا لم يكن مستحيلا وحرص النظام على توحيد صفها يطرح من الأسئلة اكثر مما يتطلب من الإجابة هل من سياسة النظام أن تكون المعارضة متفقة ومنظمة وتتحدث بأسم رجل واحد مع أن هذا لا يمكن من الناحية التطبيقية فالسياسيون عادتهم التنافس والتنافس يؤدي إلى الأختلاف والأختلاف شيء طبيعي فى النظام الديموقراطي وشبه الديموقراطي سؤال هل النظام يريد إصلاح المعارضة بعد أن عجز عن إصلاح نفسه ؟ الإجابة المنطقية لاتقول ذلك إن المطلوب من النظام الحاكم من وجهة نظر المعارضة وحسب ما سمعنا منها هو أن يعين الرئيس شخصية تشرف على إدارة الحوار حيث يقوم هذا المشرف بدعوة الأطراف أولا للأتفاق على النقاط المحددة التى ستوضع فى جدول الأعمال وقد لا يتم الأتفاق عليها بالإجماع لكن التصويت قد يحسم القضية ثم بعد ذلك يعلن بدأ الحوار ومكانه ومدته ودعوة الأطراف المشاركة فيه حضر من حضر وغاب من غاب ولا يشترط حضور المجميع لأنه لا يمكن أن يرغم أحد على الحضور كما أنه لا ينبغي تعطيل حوارا وطنيا من أجل أن البعض لم يحضر أو لم يشارك فيه فهو مثل الأنتخابات التى يعتبر الصوت فيها هو يؤخذ بخلاف غير المصوت الذي يؤخذ تغيبه عن التصويت

لكن اكبر مشكلة ستواجه هذا الحوار إن تم تكمن فى تطبيق النتائج فقد حدثت حوارات عديدة كان آخرها الحوار حول إصلاح التعليم الذي حدث مأخرا وصدر عن تلك الحوارات  توصيات لم تجد طريقها نحو التطبيق لأن الحوارات فى بلادنا تحدث من أجل الحوار فقط وليس من أجل نتائجه وهذه إشكالية فالأنظمة تقول شيء وتفعل شيئا آخر

نعود إلى طريقة تعيين الشخصية المشرفة على الحوار السياسي بعد اسقالة ولد أمات من منصبه فى حزب الأتحاد من أجل الجمهورية هل ذلك يعني أنه سيكلف بالإشراف على ذلك الحوار إذا كان سينطلق فى الأسابيع القادمة حسب المعطيات المتاحة لدينا فإنه من الصعب أن ينطلق فى رمضان أو بعده لأن التنظيم يتطلب وقتا ولو كان ولد امات مازال مستشارا للرئيس لكان أحتمال تكليفه بالمهمة اكبر لأنه يعرف الجميع ويعرف كيف يتعامل معهم وعلى كل حال يفضل أن يكون المكلف بالإشراف على الحوار مستشارا للرئيس لكي يكون للحوار مصداقية ولكي ينقل التوصيات والمجريات إلى الرئيس مباشرة

أخيرا قد عرفنا شيئا عن الخلاف بين المعارضة لكننا لا نعرف شيئا عن الخلاف بين الأغلبية وهل هي متفقة فيما بينها أم أن بعضها يخالف رأي البعض خاصة فى تشكيل اللجنة المشاركة أو المشرفة على الحوار مع احتمال أم هناك من يعارض ما يقوم به حزب الأتحاد من اجل المجمورية الذي يريد الهيمنة على المشهد السياسي بغض النظر عن النواقص الملحوظة فى بنيته وفى هيكلته وانفصامه مع قواعده السابقة

على مدار الساعة

فيديو