منذ تأسست لسان الحال فى تسعينات القرن الماضي إلتزمت أنا مديرها سيد ولد مولاي الزين بخط تحريري يعالج مشاكل البلد بأسلوب نقدي لا يجامل أحدا ولا يركن لفساد هدفنا هو إصلاح البلد ومحاربة الفسدين ونبذ الكذب والخداع والتملق والنفاق دفعنا ثمنا غاليا لذلك وعايشنا أنظمة تعاقبت على حكم البلد ولم تتغير ولم نتغير نحن فى مواجهتها وكنا نكتب مثل هذا ونقوله لنظام ولد الطايع وذهب ولد الطايع وبقينا نحن هنا وجاء أعل ولد محمد فال فكتبنا له ونصحنا وانتقدنا ما نراه يستحق الأنتقاد ثم ذهب أعل إلى الدار الآخرة ثم جاء سيد ولد الشيخ عبد الله فحذرنا من السير على نهج من سبقون ونصحنا له ولكن النظام بقي على نفس الوتيرة تقريب المفسدين وإبعاد المصلحين وتهميش المواطنين ثم جاء ولد عبد العزيز فقلنا له حسنا أنت قمت بأنقلاب على الرئيس المنتخب وأعدت البلاد إلى الوراء وعليك أن تقوم لأشياء تكفر بها عن سوئتك منها محاربة الفساد والمفسدين وإبعاد رموز الفساد عن مفاصل الدولة فقد عاثوا فيها فسادا منذ إنشاء الدولة إلى الآن ولكن ولد العبد العزيز كافئنا على هذه النصائح القيمة التى لا شك أنه يعرف الآن قيمتها كافئنا بالإقصاء ومنع الحقوق والإهانة وبالسخرية أحيانا فقد عقد مؤتمرا صحفيا وقال إن أحدكم يزعم أنه صالح يقول أن حكمي قد إنتهي ثم ضحك أنا كنت اسمع ما يقول وهويعنيني بالذات والصحفيين الذين كانوا حوله يعلمون أنه يعنني وذلك أنني نشرت مقالا تلك الأيام فى صحيفة لسان الحال وقلت فيه أن ولد عبد العزيز يوشك نظامه على الأنتهاء
والآن فقد ذهب ولد عبد العزيز وجاء ولد الغزواني ومازال النظام بحاله ومازلت أنا حيا أكتب وأنتقد وأصحح وإذا أعطاني الله مزيدا من الحياة سوف نرا من يخلف ولد الغزواني وأرجوا أن لا يتطلب الأمر مزيدا من النقد وأن يكون مرحلة الإصلاح قد دخلت حيز التنفيذ وعندها سوف أدخل قلمي فى غمده وأقول الحمد لله لقد تحقق ما كنت أريد .
