
المال العربي هل خدم الأمة العربية هل جعلها أمة متقدمة هل تم توظيفه فى منافع الناس أم فى غير ذلك وماهي مردودية المال العربي على الأمة العربية والإسلامية أسئلة نطرحها للنقاش فى هذه الحلقة من طريقة صرف المال العربي وقبل نقاش الموضوع لابد أن نبدأ بما ورد من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فى أنفاق المال فقد روى إبن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ , وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ , وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ , وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ
وهذا الحيث الصحيح لو قرأه مسلم من اصحاب المال والثروة والجاه وتفهمه سوف يتغير تصرفه مع المال وإذا لم يفعل فهو من الذين لا يسمعون القول ولا يتبعون أحسنه
لاتزل قدما العبد يوم القامة أو لاتزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وهذه الأربع تتعلق بحياته العمر والشباب والمال والعمل إلخ كيف تكون الإجابة هل يقول المسئول الحكومي أو غير الحكومي عمري أفنيته فى جمع المال والمضاربة والغش واللعب وبعض المحرمات الأخرى أم يقولون أفنينا اعمارنا فى عبادة الله والجهاد فى سبيل الله وخدمة الحق ونبذ الباطل والكذب والفساد ؟ سؤال آخر وعن شبابه فيما ابلاه طبعا سيقول اصحاب كرة القدم ابلينا شبابنا فى اللعب ويقول أهل العلم والدين ابليناه فى طاعة الله وقرائة القرآن العظيم ودراسة العلم ثم يأتي السؤال الآخر : وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ سوف يقول التجار اكتسبناه بالتجارة والمضاربة والأحتكار ورفع الأسعار على الجياع المحتاجين وبالغش ونقص المكيال والميزان وبيع الربا وبعضهم يذكر الأتجار بالممنوعات والمخدرات والمحرمات أما مسئولي الحكومات والموظفين فيقولون جمعنا المال من التحايل والرشوة ومن القوانين التى نضعها على مقاييسنا لأخذ ونجني بها المال الكثير على حساب الجياع والفقراء وبعضهم يقول لا ندع صفقة تمرر فى البلد إلا بعد أن نحصل من أصحابها على أموال كثيرة وبعضهم يقول أنفقنا المال على شهواتنا وعلى رحلاتنا السياحية وعلى كل ما يخطر ببالنا من متعة وشهوات وبعضهم يقول أنفقنا المال العام فى تشييد المباني الغير ضرورية مع أن الشعب بحاجة إليه فى معاشه وقوته اليومي لكننا فضلنا مصالح اصحاب النفوذ على قوت الجياع وبعضهم يقول اشترينا بالمال العام الأسلحة لكي يقتل بعضنا بعضا بها وبعضهم يقول اشترينا السيارات الفخمة والفلات المكيفة وتركنا الفقراء والجياع فى العراء وبعضهم يقول أنفقنا المال على الحملات الأنتخابية وعلى الأحتفالات وعلى المجون وعلى المشاريع الفاشلة لكي نكسب منها قسطا من الريع ولا يعنينا مصيرها بعد ذلك وبعضهم يقول اشترينا بها الطائرات للتنزه وبعضهم يقول زورنا شهادة وتوظفنا بنا وجنينا بها المال العام الكثير وقمنا بالكثير من السرقة والأحتيال حتى أصبحنا أغنياء وبعضهم يقول عندما توليت مسئوليات عامة وظفت الأغنياء والأقرباء على حساب الناس واشريت السيارات لزوجتي وأولادي من المال العام وبعضهم يقول تسلفت مبالغ كبيرة من البنوك ثم أصدرت شهادة وفاة وتمولت بذالك المال تحت إسم آخر ؟ ثم نصل إلى السؤال الأخير وهو عن علمه ماذا عمل به منه ؟ لاحول ولا قوة إلا بالله هذا السؤال أنا أول من يخشاه وأسأل الله أن يتوب علي نحن نعلم الأشياء الكثيرة ولا نعمل بها سوف نسأل عنها يوم القيامة نعلم أن الكذب حرام ونحن نكذب ونعلم ان الربا حرام ونحن لانعمل إلا به ونعلم أن الله نهانا عن تقليد الكفار وعن الأقتداء بأفعالهم ونحن نفعل ذلك اليوم فى حياتنا اليومية ونعلم أن طاعة الله وأتباعة سنة رسول الله هي التى تنجينا من النار ولا نقوم بذلك ونعلم أن الله أمرنا بالعدل ولا نفعل ذلك
إذن نحن لانعمل بما نعلم