الخلاف عصف بالأمة العربية والإسلامية وقتل وشرد وأهان الكثيرين لأنحرافهم عن النهج القويم

اثنين, 03/15/2021 - 11:29

ناسف لكون مهد الحضارات الانسانية التى علمت العالم كيف يتحضر ويتنظم دمرتها الحروب الاهلية فى سوريا والعراق واليمن لقد غزاها الاستعمار وخلف عليها اتباعه ممن لا يحسن سوى العمل الديكتاتوري الامبراطوري وعندما تنسمت الشعوب هواء الحرية دخل على الخط جماعات تحرض على الفتن بدل التغيير بالطرق السلمية فاندلعت الثورات الغير مؤهلة ولا مؤطرة ولا منظمة فخرج مارد الارهاب من قمقمه واشتعلت الفتن فى ارجاء المنطقة واحترق الاخضر واليابس وحل الدمار الشامل بالمنطقة وتشردت الشعوب واصبحت عبارة عن موجات لجوء تسبح برا وبحرا نحو ارجاء المعمورة انها نكبة ارض الحضارات ومهد المدنية فى العالم 

هذا وقد ساهم وجود العدو الصهيوني وزرعه فى قلب المنطقة على شدة الأحتقان ومنع التغيير السلمي والدعم الأجنبي لطرف على آخر وتدخلات قوى الأستعمار السابقة فى شئون المنطقة 

والسؤال لماذا يحدث الخلاف بين الناس حتى يفضي إلى دمار مناطق فى العالم ؟ الإجابة تكمن فى طبيعة البشر وقد تحدث عنها القرآن الكريم وحذر الناس من الخلاف ومن الأختلاف ، قال تعاى ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على منع الخلاف والأختلاف الذي يؤدي إلى الفتنة والأقتتال فقال لاترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم اعناق بعض ،، أو كما قال عليه السلام

قد تكلم العلماء والكتاب عن الأختلاف واسبابه من ذلك ماجاء فى حديث مفتي مصر السابق فيقول : 

- مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف - عبر صفحته الشخصية والرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" منشورا يوضح فيه الأسباب المادية لحدوث الخلافات والنزاعات بين البشر وسبيل حلها من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

بدأ جمعة حديثه قائلا: لقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تختلف آراء الناس في صغير الأمور وكبيرها‏،‏ وذلك لأنه عز وجل خلقهم مختلفين في العلم والفهم‏، وفي الأمزجة والميول والرغبات والتوجهات،‏ وغالبا ما يؤدي اختلاف الناس إلى حدوث الخصام والنزاع بين أفراد المجتمع أو بين جماعاته بجميع فئاتهم، وهذا أمر طبيعي وسنة إلهية مشاهدة, قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}.. [هود : 118-119].

وأضاف جمعة أن أسباب هذا الخلاف والنزاع كثيرة لا حصر لها، ولكن غالبا ما تكون هذه الخلافات في بداياتها اختلافات سهلة يسيرة يمكن تلافيها لو أحسن الناس التصرف وراعوا حق إخوانهم واتبعوا أوامر الله سبحانه، ولكن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والهوى المتبع وأهل الإفساد والشر والنميمة كل هذا يكون له كبير الأثر في إيقاع البغضاء بين الناس وإذكاء نار العداوة حتى تتحول الشرارة إلى فتنة عظيمة وشر مستطير له عواقبه الوخيمة، فيقع الإثم وتحل القطيعة ويتفرق الشمل، بل تهتك الأعراض وتسفك الدماء وتنتهك الحرمات، وتفسد ذات البين وتقع الحالقة التي تحلق الدين.

وأوضح فضيلته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا بلي. قال: «إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة, لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين».. [سنن الترمذي].

وأكد المفتى السابق أن الله تعالى لم يترك الناس هملا يتمادون في هذه النزاعات، بل شرع لهم طريقا إلى منعها، وهو اتباع سبيل إصلاح ذات البين، يقول الله عز وجل: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.. [النساء:114]، وقال تعالى أيضاً: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.. [الحجرات:10].

وأنهى جمعة مؤكدا أن إصلاح ذات البين هو السعي والتوسط بين المتخاصمين لأجل رفع الخصومة والاختلاف عن طريق التراضي والمسالمة تجنبا لحدوث البغضاء والتشاحن وإيراث الضغائن، ويكون السعي بين الناس بغرض الإصلاح بأن ينمي الساعي خيرا ويقول خيرا.

وفى موقع ويكيبيديا هذا المقال : 

الخلاف هو مصطلح يشير إلى التناقض أو الاختلاف في وجهة النظر أو رأي بين شخص أو عدة أشخاص؛[1] والذي قد يؤدي إلى الاحتكاك أو التصادم بين طرفين اجتماعيين أو أكثر، وهذه الأطراف يمكن أن تكون عبارة عن أفراد أو مجموعات أو دول.

وتنشأ الخلافات لان كل فرد فريد في ذاته ولهذا فكل فرد له قيم وحاجات ورغبات تختلف عن التي عند الاخرين وفي غالب الاحيان ينشأ الخلاف بين طرفين بسبب وجود أهداف يعتقد كلا الطرفين انها هي الاصح، هذه الاهداف قد تكون نتيجه لحقائق موضوعية أو قيم فردية أو حتى وجهات نظر حيت ان كثيرا من الخلافات قد تبدأ نتيجه سوء تفاهم بين طرفين.

وتتدرج مستويات الخلاف كما يأتي: اولاً الخلاف الخفي ويتمثل في مشاعر داخليه غير ودية لدى أحد طرفي الخلاف تجاه الطرف الاخر واسباب هذه المشاعر عديده منها الغيرة والحسد وهذا المستوى يتمثل في بدايه الخلاف ويتطور الي مستويات اخرى.

ثانيا الخلاف المحسوس، ويتمثل في تحول المشاعر المخفيه الي مشاعر محسوسة ويحدث ذلك حينما يدرك أحد طرفي الاخلاف المشاعر الخفيه لدى الطرف الاخر.

ثالثا الخلاف الملاحظ، ويتمثل في بدايات ظهور الخلاف بين طرفي الخلاف بحيث يمكن لطرف ثالث لم يدخل في الخلاف ان يلاحظ ان هناك خلافا بين الطرفين.

رابعا الخلاف الظاهر، وهو التي تظهر فيه آثار الخلاف جلية اما بمشاعره عدائية متبادلة أو بأقوال حادة وقد يتطور الخلاف الي عنف واحتكاك بدني نتيجه اصرار كل طرف على رأيه.

وتترتب على الخلاف نتائج سلبية ان لم يتم التعامل معه بشكل ايجابي تتمثل في القلق وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي، وهو ماقد يؤثر على علاقات الفرد الاجتماعية ويقلل من انتاجيته العلمية.

وفي المقابل تترتب على الخلاف نتائج ايجابية ان تم التعامل الإيجابي معه من خلال مواجهة الخلاف والعمل في حله فمثلا يتعرف الفرد أكثر على افكاره وقيمه عندما يقارنها بأفكار الفر الآخر وقيمه وقد يتعلم مهارات التواصل والنقد الذاتي.

هناك اناسا كثيرين لا يعرفون كيفية التعامل مع الخلافات بطريقة سليمه وبعيدة عن العنف لذاك من الضروري اكتساب مهارات حل الخلاف بيني وبين الاخرين في حال حدوثه من اجل العيش السعيد.

هناك عدة اسباب لنشوء الخلاف منها عدم التوافق بين رغبات الاطراف المختلفة وافعالهم أو بسبب ضعف المرونة والتصلب في الرأي ونقص التسامح عند الاختلاف في القيم والثقافات أو بسبب عدم اشباع حاجه من الحاجات الاجتماعية الاساسية كالانتماء المتمثل في الحب والمشاركة والتعاون والتقدير الاجتماعي المتمثل في الشعور بالاهمية والاحترام من الاخرين زوالحرية المتمثلة في رغبه الافراد بالقيام بالاشياء التي يفضلونها أو الترويح المتمثل في الرغبة بالاستمتاع واللعب أو الامان المتمثل في الرغبة بالشعور بالطمأنينة.

وايضا هناك اساليب للتعامل مع الخلاف اولا الانسحاب وهو اسلوب سلبي يقوم به الفرد بتفادي مواجهه الخلاف، ثانيا التهدئة وتتمثل في قيام أحد طرفي الخلاف في تهدئة الموقف من اجل تفادي الدخول في صدام مع الطرف الاخر، ثالثا الإكراه وهو اسلوب سلبي يتمثل في فرض أحد الطرفين رأيه على الاخر، رابعا طلب المساعدة من شخص آخر وتتمثل في قيام أحد طرفي الخلاف بطلب المساعدة من شخص اخر لمساعدته في حل الخلاف مع الطرف الاخر ويحدث غالبا عندما يعجز أحد طرفي الخلاف في المواجهة، وخامسا هو المواجهة البناءة وتتمثل في وجود رغبة طوعية ومبادرة ذاتية من طرفي الخلاف في الاستماع إلى بعضهما العمل معا من اجل حل الخلاف بشكل منظم.

يقول الله تعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ " ويقول الرسول صلى الله عليهه وسلم "لا يحل للمسلم ان يهجراخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".

المبادرة الي التوسط في حل الخلاف بين الافراد لها اهمية كبيرة من اجل احتواء الخلاف سواء كان بمواجهة الطرفين معا أو كل على حدة. وتهدف هذه العملية اى التفاهم والتعاون بين الافراد بمساعدتهم للتعرف على وجهات النظر المختلفة لكل منهما من اجل تطوير التفاهم المشترك بينهما املا بالوصول لحل يرضي الطرفين ويلعب الوسيط دورا رئيسيا في هذه العملية وهو دور صعب يتمثل في ضرورة التوصل لاتفاق حول القواعد الاساسية للنقاش التي تهدف لاظهار الحقائق وتقليل السلوك العدواني ومراقبة طرق التعبير عن وجهات النظر السلبية ودوافعها للوصول لحل مرضي للطرفين.

 

يجب على الوسيط الاستماع من اجل الفهم وملاحظة نبرات الصوت وتعابير الوجه وغيرها ويحاول ان يضع نفسه في موقف المتحدث ويجب ان يكون صبورا ويظهر لمتحث الاهتمام والتفهم ويشجعه.

على مدار الساعة

فيديو