
كل هذه الطرق التى يسير علينا نظامنا مجربة وثبت فشلها وعلينا أن نتخلص منها ونبحث عن طريق التقدم والنماء طبعا هي موجودة والبلدان التى عرفتها وسلكتها تقدمت ونمت فالدول المتقدمة الآن الاموال تتدفق من طرف الدولة على المثقفين والمؤلفين والباحثين وفى بلادنا يتم اقصاءهم وابعادهم وتجويعم بينما تتدفق اموال الدولة على المرتزقة والمصفقين للانظمة والمفسدين والموظفين الفاشلين هذه هي علامة التخلف التى لا يشك فيها احد لقد آن لنا أن نتخلص من عبادة الورق الكرتوني وأن نغير القوانين التى تدعمه إن أصحاب الشهادات المزورة لا تقدم بلدا وإنما تؤخره هل الإمام الشافعي يحمل شهادة ورقية كلا أبدا إنه يقول : عِلمي مَعي حَيثُما يَمَّمتُ يَنفَعُني
قَلبي وِعاءٌ لَهُ لا بَطنُ صُندوقِ
إِن كُنتُ في البَيتِ كانَ العِلمُ فيهِ مَعي
أَو كُنتُ في السوقِ كانَ العِلمُ في السوقِ
هل كان الإمام مالك يحمل شهادة كرتونية كلا ولا وإنما يحمل علما فى صدره ينفع الناس ويمكث فى الأرض ياعبدة الكرتون لقد ضيعتم ماضينا وتريدون إضاعة حاضرنا أطلب منكم جميعا التخلص من هذه الأصنام أحرقوها أو ارموها فى النفايات ليس على سكان تيفريت وإنما فى الخلوات البعيدة وأقبلوا على العلم دراسة وحفظا وتفهما لكي تفلحوا وتتقدموا العلم بالتعلم وليس بالكرتونيات إن بلدنا بحاجة إلى حركة علمية وثقافية تجعل منه بلد العلم والثقافة كان اسلافنا يحملون العلم ولا يلتفتون حتى إلى الورق لكي يدونوه فيها عندها كان العلماء منتشرين فى ارجاء البلد وحاضرات العلم والمعرفة تعانق الكثبان الرملية والجبال والأودية هكذا كنا والآن أنظروا إلى حالنا لقد قيدنا كل شيء بقوانين خبيثة جائنا بها الأستعمار وأخذنا شهادات الكرتون كأنها علوما وثقافة وهي لا شيء بلغني أن بعض حملة الشهادات العليا شارك فى بعض الأمتحانات ولم ينجح هذا من الأدلة على فساد نظامنا الذي يعتمد فى أطره على الكرتون وليس على العلم والمعرفة ودام هذا الوضع بهذا الحال فلن يحدث تقدما فى البلد أبدا
وهنا أقترح إلغاء الأمتحانات من أجل الشهادات وإبدالها بالأمتحانات المعرفية درجة واحدة وثانية وثالثة ورابعة وخامسة هي الأخيرة وصاحبها عامل مقبول فى مجاله يكتب إسمه فى دفتر العلماء سواء فى الطب أو فى الصيدلة أو فى الأقتصاد أو فى الزراعة أو فى الفقه أو فى الشريعة إلى آخره هذا الدفتر يكون محفوظا عند الدولة وإذا أرادت أن تعين أحدا فى أختصاص من الأختصاصات تنظر إليه وتعين من تريد فى مكانه المناسب