
حقيقة هذا النظام الذي يحكمنا فاسد ولا يمكن أن تبنى دولة بالفساد أنه لايستطيع أن يطور نفسه وإنما يظل عالقا فى تجارب الأنظمة الماضية المجربة وثبت فيما لا يدع مجالا للشك بأن تجاربها فاشلة فى شتى المجالات إن تجربة المجرب غباء ما فوقه غباء ومن يعلق فيه سوف يظل خارج التطور لايمكن أن يتقدم بلد إلا بالتجارب الجديدة وبالأفكار الجديدة وبالأطر الغير مجربة فى الماضي فالحمار لا يحسن سوى المشي بما يحمل عليه دون أن يعرف قيمته أو نوعيته ، قبل أيام قام عمال وجرافات بمسح الطريق بين ملتقى طرق مادريد وملتقى طرق الحرس الوطني وكلفت هذه الاشغال مبالغ لا بأس بها من تجهيزات ومحروقات وكل ما فعلوه هو نقل الاتربة والرمال التى كانت تغطي معالم الطريق ووضعها على جنبات الطريق لكي تعود الى مكانها وسط الطريق مرة أخرى وبالتالي تذهب الجهود التى بذلت والامكانات التى صرفت ادراج الرياح ، هذا المثال ينطبق على الكثير من الاعمال التى تقوم بها الحكومة صرف مبالغ ضخمة واعمال مضنية دون أن تصل الى هدفها المنشود و مكانها الصحيح وبالتالي تعود الامور إلى مربعها الاول وهذا ما دأبت عليه الحكومات المتعاقبة منذ الأستقلال دون نتيجة إلى الآن إن تجارب تكوين الأطر المسيرين للبلد الآن يبدو أنها لا تتعدى إبقاء الحال على حاله دون تبدل أن تغير وهذا يؤدي إلى ركود العمل فالحياة عبارة عن تجارب جديدة وأفكار غير مسبوقة وحركة فى العقول وفى الأحوال وفى الأفعال فالماء الراكد يفسد بينما الجاري يتجدد .