
لايخفى على احد ما تعيشه دول ما يسمى بالعالم الثالث من تناقض بين هذه الدول الفقيرة والمتخلفة والانظمة فيها هشة وغير مستقرة لأنها تتبنى القيم الموروثة عن الاستعمار وترمي قيمها الوطنية وراء ظهرها وهنا اصبحت تعيش فى الاوهام تارة تقبل على دمقرطة شكلية معلبة من الخارج تجعل منها شرعية لطغاة مفسدين وإداريين مرتشين يعملون على نهب ثروات البلدان ويحولوها الى املاك خاصة بهم الشيء الذي قد يسبب نقمة المواطنين فيقومون بردة فعل تارة تتحول مع مرور الوقت إلى حرب اهلية وتارة يعالجون الوضع بانقلابات عادة ما تتحول مع الزمن الى ديكتاتوريات تعمل بقيم استعمارية وبثقافة اجنبية بينما بعض البلدان تحجم عن محاكات الدمقرطة وتتمسك بدكتاتوريتها المتاصلة القديمة التى ورثتها ايضا عن الاستعمار وهناك يظل الجميع فى داءرة التخلف والفقر وعدم التنمية والاعتماد على الدول الاستعمارية وعلى قيمها وبعض قشور ثقافتها وبذلك لا تستطيع النهوض ولا التقدم نتيجة عدم فهم الواقع المعاش من طرف النخب فيها التى تتوارث الحكم والمناصب ولو بطريقة غير مقننة مما جعلها مستعصية على التقدم ومحرومة من التنمية سواء كانت مستدامة او ءانية ، فماهو ألحل ياترى ،
اعتقد ان أول حل لهذه المقاربة الفاشلة يكمن اولا فى التخلص من الإرث الاستعماري ومن نفايات ثقافته التى لا تمت بصلة لسكان البلدان المعنية ولا الشعوب فى الدول المتخلفة ، ثم بعد ذلك القيام بانشاء أنظمة جديدة تعتمد على خدمة المواطنين بصفة حقيقية وعلى الثقافة الوطنية الخالصة من الشواءب الاجنبية وتجعل من التعليم قاعدة وطنية خالية من محاكات المناهج الأجنبية تعليم يجعل من العلم قدوة يحتذى بها ومن اهل العلم قدوة لغيرهم بعيدا عن الشكليات وعن الشهادات الكرتونية التى قد يقوم شخص غير سوى بتزويرها لكي يحصل بموجب ذلك على منصب فى الدولة يستخدمه لأغراضه الخاصة ولمصالحه الانانية الفاسدة ، تعليم وطني شعبي خلاق يبحث فى التراث الوطني ويخرج كنوز الارض من ثقافته ومن ابداعه ومن بيئته التى انجبته غير مبتور عن محيطه ولا منبهرا بغيره وبذلك تبنى الأجيال ويستمر التقدم حتى يصل إلى قمة الشعوب فى العالم بادواته وبابناءه وبثقافته وبقيمه وهكذا يكون البناء الصحيح القادر على الاستمرار وعلى تحقيق النتاءج المذهلة وهنا نعطي مثالا على التخلف والتفرقة والأنبهار بالغير الذي عانى منه شعبنا فى موريتانيا التى اطلق عليها الأستعمار هذا الإسم الغريب الذي يحمل شحنة ازدراء واحتقار الموريسكيين كما أطلقه الغزاة من فرسان الهيكل على العرب والبربر فى أسبانيا إن فرنسا لم تستعمر بلدا قط إلا وزرعت فيه الخلاف والشقاق والتخلف والفقر لأنها لم تكن تنمي شعوب المستعمرات ولا تعمل على ترقيتها وإنما كانت تستنزف الثروات وتستخدم السكان للسخرة وللتجارب الطبية كفئران تجارب أما من ناحية الخلاف فكانت سياستها تعمل بمضمون مقولة فرق تسد فقد كان حكام المستعمرات يخشون من ثورات سكان المستعمرات فكانوا يعملون بكل وساءل الكيد والمكر على تفرقتهم كطواءف بينها الخلاف على كل شيء كما هو حال لبنان أو كقباءل متقاتلة أو عرقيات متنافرة كما حدث فى معظم البلدان الأخرى ، وبالإمكان أن تقيس دول الأستعمار كلها على ذلك النموذج