
انا عهدي بحضور تشكيل الحكومات زمن ولد الطايع حينها كانت الصحافة قليلة ومحترمة يحسب لها الف حساب وتشارك فى اعمال الحكومة ولا يذهب الرءيس فى زيارة داخلية او خارجية الاومعه افراد منها بعد ذلك تم تمييعها وفقدت مصداقيتها ومنعت من دورها كسلط رابعة كما هو جاري فى العالم ، وكان تشكيل الحكومة فى ذلك الزمن عادي جدا وسريعا لا يستغرق سوى ساعات فى الغالب وكان يتم عند الوزارة الاولى حيث كنا نذهب اليها ويتوافد علينا طاقم الحكومة المشكل بعضهم ربما كان لنا صديقا فى السابق فنساله اي ذاهب نحو الوزير الاول يقول انهم دعوني لحقيبة وزارية بينما البعض الاخر عندما نساله يرد بالقول لقد دعوني ولا اعرف ماذا يريدون ونحن نعرف ان من دعي فى ذلك الوقت سوف يكلف بحقيبة وزارية ، اما اليوم والطريقة التى راينا فى تشكيل الحكومة الجديدة عند الرءاسة قام مدير ديوان الرءيس بكتابة كلمة وسلمها للامين العام الجديد للرءاسة فقراها لم تكن تحدث سابقا ، وعلى كل حال فاءني اخشى على هذه الحكومة من التخمة فهي تخلط الوان ربما تكون بضرة بالصحة كانت الحكومة السابقة تدعى حكومة اجلود وءادلكان وعلى فكرة فاءن الالف طن من ءادلكان التى وعد بها وزير التنمية الريفية لم نجدها بعد ولعله نسيها اذن هذه الحكومة الجديدة خلطت كرت ومارو والشعرية والعيش وامبورو والحوت وكسكس وباسي ، فيها شيء لولد الغزواني وشيء لولد عبد العزيز وشيء لولد الشيخ عبد الله وشيء لعلى ولد محمد فال وشيء لمعاوية ولد الطايع وفيها وزراء سابقين وابناء وزراء سابقين فالوزير يلد الوزير والمدير يلد المدير والضابط يلد الضابط والحاكم يلد الحاكم والجميع والد مولود وهكذا الحكم فى بلادنا منذ الاستقلال حتى الان ، الغريب فى الامر ان الحكومة اليوم تم تشكيلها بغياب تام للوزير الاول المفروض انه هو الذي يشكلها واظنه انشغل عنها باحتفال تعيينه وزيرا اول واستقباله للقباءل والشخصيات المهنءة له على توليه منصب الوزير الاول فمنذو تم تعيينه والناس تتوافد عليه من كل حدب وصوب
والآن اخشى ان تكون بلادنا قد تحولت عن قصد او عن غير قصد الى ما يشبه مملكة غير دستورية لطبقة قليلة حكمت منذ عهد الاستعمار تتوارث المناصب وتتقاسم المنافع ولا تقبل ان تغير من نهجها ولا تتنازل عن شيء من حكم هذا البلد لاحد خارجها وبغض النظر عن الفساد المستشري داخلها فهي تستطيع اعادة نفسها مرة بعد اخرى واذا لعن بعضها بعضها فاءنه لا يخرج بحال من الاحوال عن النهج الذي كان عليه مستعينا بنفس الافراد التى استعان بها من كان قبله