إن اشد ما اخشاه أن يتحول دعاة الفساد وألسنة المفسدين إلى دعاة إصلاح فيختلط على الناس الصالح والطالح

أربعاء, 08/05/2020 - 14:28

إن أشد ما اخشاه ان يقوم المفسدون واتباعهم بالتلون ويتحولون الى دعاة إصلاح بعد ما كانوا دعاة لأهل الفساد ينافحون عنهم ويضللون الرأي العام بذلك ويمنحون التزكية لأكلة المال العام ،و يحاربون كل من يشكك فى توجهاتهم او يكشف شيئا من مفاسدهم ، وهذا سوف يخلط بين من كان يحارب الفساد والمفسدين وبين من كانوا فى صف رموز الفساد لقد حدث مثل ذلك الخلط بعد رحيل المستعمر و بعد رحيل ولد الطايع عن الحكم وتضرر منه البلد ولم يستطع المواطن العادي ان يفرق بين المفسد من المصلح ولا بين الحابل من النابل ، وهذا خطر على البلد وعلى مستقبله ينبغي ان يفرق بين من جاهد الاستعمار وبين من كان مع المستعمر ويفرق بين من كانوا مفسدين او فى صف اهل الفساد ومن كانوا مصلحين ويناهضون الفساد واهله ليكون الجميع على بينة من الامر وان لا يختلط السم بالعسل .

وهذه نماذج من مفاسد المفسدين على المجتمع ، لم يكن اختلاس المال العام مع كونه كارثة على المجتمع هو وحده الذي ضرره ظاهر وشامل بحيث يعرقل النمو ويضاعف ازمات الفقر والبطالة ، فهناك اضرار اخرى على الجتمع لا تقل خطورة منها القدوة السيئة وقد شاع فى بلدنا ان من يسرق المال العام يعتبر شخص مهم  وبعبارة الحسانية ، متفكرش وهي صيغة مدح تطلق على اللص بدل صيغ الذم التى يستحق ان تطلق عليه وبدل ان يكون منبوذا فهو يصبح من علية القوم كزعيم المافيا او أحد اباطرة المخدرات ، ليس هذا وحده هو ضرر الفساد بل هناك اضرارا اخرى على المجتمع  تتعلق بالزواج والطلاق  فاللص الذي سرق مبالغ كبيرة من المال العام ينفق الملايين على حفلات الزواج ويعطي مهورا تتجاوز موازين مؤسسات وبالتالي يفسد على الناس الآخرين حياتهم الاجتماعية بحيث لا يستطيع محدود الدخل من الناس العاديين  ان يتزوج لأن الزوجة واهلها سوف يقيسون على ما فعل ءاكل المال العام مع نظيرتها فإما ان يفعل كما فعل او يفتضح قس على ذلك المصروفات والسيارات الفارهة ان المفسدين أدوات فساد حقيقي للمجتمعات

على مدار الساعة

فيديو