
لا أعلم بلدا فى العالم يعتاش السياسيين فيه بهذه الطريقة من الضحالة التى نراها فى سياسي بلدنا إذا تولى أحدهم وظيفة يكون لسانه رطبا بمدح الرئيس حتى فى المواضيع المتعلقة بعمله الفني ولا علاقة لها بأسم الرئيس فلا بد أن يقحمه فيها بالثناء وبالشكر ، أما إذا خرج الرئيس من الحكم يتحول لسانه السياسي إلى من تولي الحكم كنبتة عباد الشمس مع الشمس ، أنا أتعجب من أولئك الذين كنا نراهم يبالغون فى مدح الرئيس إلى درجة تشبه المعبودية وعندما خرج الرئيس من الحكم بدلوا ألسنتهم بأخرى جديدة لا ادري هي من صنع تيوان أم هونكوك ،ثم إنهم عندما كانوا اقرب إلى الرئيس من حبل الوريد ويتربعون فى محور نظامه لم يكتشفوا الفساد إلا بعد ما خرج هو وخرجوا هم أو أخرجوا وبعضهم مازال يتربع فى الحكم بل يسير البلد وقد كنا نسمع كلامه عن الحكم السابق وهو عضو فيه ثم لما أصبح يقود حكما بعده غير لهجته وحول نبرته وبدل لسانه ، أقول نحن نعجب من هؤلاء كيف لم يكتشفوا أن نظام رئيسهم فاسد إلا بعد خروجهم منه وخروجه هو من الحكم ، هذا ما يقوله الشاعر ، عين الرضا عن كل عيب كليلة ، وعين السخط تبدى المساويا ، نحن الذين كنا أبعد ما نكون عن الرئيس وعن حكمه كنا نرى الفساد بجميع صوره وبكل تجلياته وكادت أصابعنا أن تكل من كثرة ما كتبنا من ذلك ونشرنا على الملأ وكانوا هم يردون علينا تارة بالتهكم وتارة بالدفاع عن النظام الذي اكتشفوا فساده الآن بعد أنتهائه وراحوا يتملقون لمن خلفه هل يمكن أن نقول أن هؤلاء تكنوا قراط ؟ كلا إنهم منافقوا اقراط ومتملقوا اقراط بقراط وسقراط وسرا أقراط
إن مدرسة التلون والتملق ينبغي أن تغلق لقد فتحتها أنظمة الفساد والأستبداد وكونت فيها أجيال من السياسيين مازالوا هم من يحكم البلد وما لم تغلق فلن نتمكن من إصلاح نظام ولا تطبيق شفافية ولا إقامة عدالة ولا محاربة فساد