
لا ينبغي لاحد ان يشجع على العنصرية البغيضة بحال من الاحوال واذا كانت هناك شكاوي من غبن او مطالبة بتحسين وضع من الاوضاع وطبعا هناك ذلك موجود بكثرة ونعاني منه جميعا و يجب أن لايخرج عن الطابع الوطني الجامع غير المفرق نحن وأعني بنحن صاحب هذا المقال وهو أنا كنت اطالب باشياء أرى أن لي فيها الحق ومازلت اطالب بها لكن فى نطاق المطالب ولا انتمى الى عنصرية ولا إلى جهوية ، قبل زمن طويل كنت فى مدينة نواذيب وكانت الحركات من حولي تتصارع على المواقع ، وكانت حركة الحر التى يطلق عليها فى ذلك الوقت أخوك الحرطاني تشمر عن سواعدها وتنشط فى بعض الأحياء فرأيت أن ادعمها بشيء ولكن قبل ذلك ينبغي علي وأانا الشاب الصغير آنذاك الذي درس بعض المتون الحظرية ويتطلع أويتسكع على التعليم النظامي ومازلت قليل الخبرة لا فى السياسة ولا فى الحركات التى تنتشر فى ذلك الوقت أردت أن أعرف توجه الحركة قبل الأنضمام إليها و اختبر بعض اصدقاءى من الحركة الذين عرفتهم واريد منهم ان يعطوني لمحة عن الحركة ماذا تريد وهل هي عنصرية ام مطلبية ومن خلال ذلك عرفت انها حركة مطلبية تريد تحرير الارقاء السابقين وتحسين ظروفهم السياسية والمعيشية فانخرطت معهم فى ذلك وكنت اتولى مهمة التعليم الطهارة وفروض العين كاحكام الصلاة والزكاة فضلا عن التاريخ والسيرة النبوية ، واثناء ذلك لاحظت ان تنظيم الناصرية كان يتطلع الى الحركة من اجل ان تنضم الى صفوفه فهو بحاجة الى اكتساب الكثير من الناس ورايت بعض خلايا الناصريين يجتمعون بما كنت على صلة بهم واذا التقيت بهم يراودونني على الانضمام اليهم وكنت اقول لهم نعم لا مانع اذا كنتم تتبنون شرع الله وتلتزمون با لدين الاسلامي وكان ردهم طبعا نحن مسلمون وكانت هناك بوادر حركة جديدة للإخوان المسلمين افرادها قليلين وتبدوا خجولة لكنها تحاول الظهور فى البلاد لأول مرد قياداتها أساسا موظفون من دول الخليج خاصة السعودية وقطر ومن مصر وكانت سفارة قطر من أنشطها وكان اتباعها ينتمون إلى جمعيات كرابطة العالم الإسلامي وبعض التنظيمات المحظرية المحلية إلا انني لاحظت انه كان بينهم وبين الاخوان المسلمين صراعات عظيمة ربما ورثوها عن الصراعات بين عبد الناصر والإخوان فى مصر وكانت أهم كتبهم التى وصلت يدي فى ذلك الحين كتاب فى التفسير للسيد قطب عنوانه فى ظلال القرآن يبدو أنه ألفه فى سجن عبد الناصر ،وكنت كلما إجتمعت بأحدهم يشتم الآخر وكل واحد منهم يكره الاخر بشدة وينفر منه ، وأنا لا أعرف السبب فى ذلك ولكن عرفته فيما بعد زمن صراعات الحركات والآن الحمد لله حركة الحر تتبؤ مكانتها فى هرم قيادة البلد دون أن تحصل على رخصة باسم الحركة طيلة تاريخها فقد كانت الانظمة تخشى أن تكون حركة عنصرية وهو ما حرمها من الحصول على رخصة ، صحيح أنها كانت مجرد حركة مطلبية وليس عنصرية ابدا ومناضليها الان فى هرم قيادات البلد وأنا كنت اكره العنصرية وأظن أنه إذا كان تسعين فى الماءة من سكان هذا البلد يتبنون النهج العنصري أو يريدون تبنيه يجب منهم من ذلك بأي وسيلة ، ففى الحديث الشريف ، ليس منا من دعا الى عصبية ، : روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ليس منّا من دعا إلى عصبية، أو من قاتل من أجل عصبية، أو من مات من أجل عصبية" وفي حديث أخر قال صلى الله عليه وسلم محذراً من العصبية " دعوها فإنها منتنة.." رواه البخاري ومسلم. وفي حديث أخر ورد في مشكاة المصابيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من دعا إلى عصبية فكأنما عض على هن أبيه." أو كما قال صلى الله عليه وسلم، اذن التنظيمات المطلبية مقبولة ومطلوبة اما العنصرية فاليحذر منها الجميع فهي وسيلة فتنة وتشرذم والشرع حرمها كما ورد فى الحديث والله ولي التوفيق