تعليمنا مع الأسف عاجز عن تخريج الكتاب والمفكرين والمبدعين

سبت, 12/14/2019 - 11:52

عندما لا يكون التعليم النظامي لا يخرج الأطر المبدعة والمفكرة فهناك خلل تربوي ينبغي مراجعته بشكل جذري فعلى مدى ستين سنة وتعليمنا النظامي عاجز عن تخريج الأطر المثقفة والمبدعة التى هي أدوات البناء التنموي الفعال الذي من شأنه تسريع وتيرة التقدم وخلق الحضارة من عصير الماضي ومزجه بالحاضر والمستقبل  من أجل بناء أمة متعلمة قادرة على استغلال مواردها الطبيعية والبشرية دون حاجة إلى منح ثرواتها للاجانب لكي يستثمرونها ويتصدقون علينا بالنزر القليل مما فضل عنهم منها ، إن التعليم فى موريتانيا فاشل بجميع المقاييس والأنظمة التى تتعاقب على الحكم فى البلد تشتغل بقشور المشكلة وتترك جذوعها إن المسكنات العديمة الجدوى التى تعطيها الأنظمة لمرض التعليم فى موريتانيا على شكل جرعات تطلق عليها مصطلح إصلاح إنما هي مجرد طلي فوق الزغب وإبقاء المرض دون علاج إن الكارثة التى حلت بتعليمنا تتمثل أساسا فى عدم بناء المناهج على الثقافة الوطنية وإنما هي أجرار لمخلفات الأستعمار والتمسك العقيم بذلك الإرث السقيم الذي تجاوزه العالم ودخل فى عصر التقدم العلمي بواسطة الثقافة الوطنية التى يتربى عليها الأجيال وبلغة وطنية يتعامل معها الجميع ويفهمها الجميع ويتحاكم إليها الجميع فلا يمكن لأي بلد أن يتقدم بثقافة أجنبية ولا بتربية أجنبية نحن ما زالت إدارتنا المحلية تدون الأشياء بلغة أجنبية قديمة ومتخلفة وتعمل بها بين ظهران شعب لا يفهمها منه إلا قلة فضارب اللغة الأجنبية متساوي مع ضارب اللغة الأجنبية فى الأمتحانات بل ربما يتفوق عليها فى معظم الحالات يجب منع تدريس اللغات الأجنبية إلا فيما بعد الثانوية ويجب إنشاء دوائر علمية تعمل على ترجمة  المعارف الأجنبية إلى اللغة العربية اللغة الوطنية الرسمية لكي تستطيع الأجيال الحصول على جميع أو معظم المعارف العملية بلغتها الوطنية هذا السبيل البلدان التى سلكته أصبحت تتربع على قمة العالم بينما البلدان التى تجاهلته مازالت تتعثر وتكبوا خلف العالم أجمع  إن نظامنا التعليمي الحالي لا يخرج إلا الأطر الأنانية النهمة التى لاتستطيع تأليف كتاب ولابحث علمي يرفع من شأن البلاد  وهلم جرى .

على مدار الساعة

فيديو