المنظمة الوطنية للشفافية ومحاربة الفساد والرشوة تنوي نشر ما لم تنشره محكمة الحسابات

ثلاثاء, 12/10/2019 - 12:12

إن الفساد له بيئة مناسبة ينتشر فيها ويتوالد ويتكاثر وهذه البيئة تنقسم إلى انواع منها ما يتعلق بعمل الإدارة  ومنها ما يتعلق بالمؤثرات الخارجية ومنها ما يتعلق بالقوانين والنظم التى تساعد على الفساد ومنها ما يتعلق بعدم كفائة ونزاهة المسيرين ومع أن هذه البيئة واسعة ومتشعبة ويستحيل علاجها فى مقال واحد كهذا سوف نقتصر على أهم اركان الفساد فى بلادنا وأهم مسبباته

1 عدم كفائة الموظفين وعدم نزاهتهم ، الموظف ينبغي أن يختار قبل كل شيء على معيار الكفائة والنظافة والنزاهة ويكون له سجل معروف يسجل فيه إنجازاته وإخفاقاته سنويا وهو الذي يجب أن يكرم عليه نهاية السنة أو يهان عليه هذا السجل ينبغي أن يكون تحت سلطة مستقلة عن الإدارة أو سلطة بعضها تابع للإدارة وبعضها مستقل هذه السلطة تكون تحت وصاية رئيس الجمهورية ما لم يحدث هذا فسيظل النزهاء والمفسدين والأكفاء والفاشلين فى خانة واحدة وسيظل اللص المجرم دون محاسبة ن ثم إن هناك مقولة عادة ما نسمعها عند الكثيرين يقولون الموظف إذا ما سرق المال العام لأنه راتبه لا يكفيه ؟ إن كفاية الراتب من عدمه ليست مبررا لإختلاس المال العام فإذا كانت مخصصات الموظف لا تكفيه عليه أن يستقيل ويذهب إلى مكان يجد فيه عمل يكفيه أو أنه لا تنزل له البركة فى رزقه أو أنه لا يوازن بين دخله ومصروفاته كل ذلك يتعلق به هو شخصيا وعليه أن يتصرف فى الأمر دون اللجوء إلى أختلاس المال العام ومن تجرء على أختلاس المال العام ينبغي معاقبته طبقا للشرع أولا وما يتبعه من نظم إدارية ، إن الموظف الذي يعين على أساس غير الكفائة والنزاهة والأستقامة سيكون ضرره على البلد يفوق جميع التصورات .

2 القوانين التى تساعد على الفساد ؟ هناك قوانين وإجرائات تصب فى مصلحة الفساد وهي كثيرة وسوف نقتصر على مثال واحد منها ، هو ما يسمى عندنا بنظام الرشاد ، اولا هو ليس بنظام رشاد هو نظام بيروقراطي أحتكاري والبيروقراطية والأحتكار من أهم اسباب الفساد ، هذا النظام جعل مؤسسات الدولة مشلولة لا تستطيع التصرف ولا العمل فى الفترات التى يكون فيها هذا البرنامج مغلقا فتلجأ إلى التجار الموردين وهؤلاء بدورهم من أعوان الفساد فالمورد لا يعرف متى يحصل على ثمن ما يورد فيقوم بمضاعفة مبلغ ثمن السلعة عدة مرات ولو كانت ميزانية المؤسسة تحت تصرف إدارتها تنفق منها كلما تطلبه الحال فى الوقت والزمن ثم يكون المسئول يتحمل مسئولية كل مصروف غير مبرر لكان العمل يسير بأنسيابية وعمل الإدارة متواصل على مدار السنة ثم إن أحتكار برنامج الرشاد يجعل المال دولة بن الأغنياء ولا حظ فيه للفقراء لكون مصاريف المؤسسات لا تتجاوز القائمين عليها والموردين فقط والشعب محروم لأنه ليس قائما ولا موردا .

3 المؤثرات الخارجية مثل الوساطة والوجاهة والتدخلات من أطراف لها نفوذ كبير ومراكز فى الدولة وهذه تلعب دورها فى أنتشار الفساد على نظاق واسع فكم من وزير ومدير يتدخل من أجل أن يمنح له أو لمن يتوسط له ما لا يحق لهم بهذه الصورة تم نهب الكثير من ثروات البلد دون وجه حق فى حين حرم الناس من ثروات بلدهم فعندما يمنح شيء لمن لا يستق يكون قد أخذ ما يحق للآخرين .

سوف نواصل فى الموضوع  الايام القادمة بإذن الله

على مدار الساعة

فيديو