
بعد حوالي ستين سنة من الأستقلال قبلها ستين سنة من الأستعمار ما زال بلدنا يعاني من عدم التنظيم كل شيء فيه عبارة عن فوضى عارمة فى الإدارة وفى الصحة وفى التجارة وفى الخدمات النقل الكهرباء النظافة التعليم المياه السكن الزواج الطلاق الأحوال المدية الأحوال العامة المرافق كل ذلك يعيش فوضى لا نهاية لها ، عندما أرى بلدا منظما فى العالم أغار منه وأتسائل لماذا تمر علينا السنين والدهور ونحن فى فوضى ؟ أعتقد أن الجواب يكمن فى الطريقة التى تأسس عليها البلد لقد تأسس البلد على حالة أنفصام تام بين المواطن والدولة فكانت الدولة فى واد والمواطنين فى أودية أخرى لا يجمعهما جامع والسبب فيما اظن هو أن الحكومة هي الوارث للمستعمر وليس الشعب هو الذي حكم بعد الأستعمار ولتوضيح ذلك إن الحكومة لم تغير شيء من النظام الذي تركه المستعمر ورائه لأنها ورثته بما فيه من إجابيات إذا كانت فيه إجابيات وما فيه من سلبيات وهي الظاهر الأعم كان على الحكومة أن تقوم أول شيء بتغيير نظام المستعمر وإبعاد أدواته ومناهجه وأن تنشأ نظاما وطنيا بما فى الكلمة من معنى يكون المواطن فيه هو الغاية والوسيلة وأن تلغي قوانين المستعمر وإدارته وتبدل ذلك بالنظام الوطني واللغة الوطنية لكي تتربى الأجيال على الوطنية وتعرف أن حقبة المستعمر إنتهات إلى غير رجعة وأن بناء الدولة يتم بواسطة ابنائها وليس بأيادي أجنبية ولغة إدارة أجنبية ونظام إدارة أجنبية وقوانين بلد أجنبي مع الأسف مازال هذه الأدوات هي التى تحكم البلد ومازال هذه الصورة هي الماثلة فى أعين الكثيرين من ابناء البلد وهي من أشد المعوقات التى تحول دون تقدم البلد ، بعد ستين سنة لم نستطع التقدم إلى فى الفوضى والنهب والكذب والفساد واللصوصية والجريمة وهلم جرى