
عندما تلاحظ عجز المواطنين عن إيجاد وسيلة نقل تقلهم إلى الجهة التى يريدون فى العاصمة الموريتانية نواكشوط التى تضخمت بشكل كبير وزادت ساكنتها أضعافا مضاعفة فى الحقب الأخيرة نتيجة الهجرة من المدن الداخلية ومن الريف لدواعي الفقر والأحتياج والصحة والتشغيل والتعليم والكزرة والمناخ كما كانت وجهة مفضلة للاجانب من جميع البلدان العربية والإفريقية للبحث عن فرص للعمل والسرقة والمخدرات والجريمة والهجرة السرية وطالبي المساعدات والتسول وبيع البضاعة على الأرصفة فى شوارع العاصمة الضيقة كل هذا جعل عاصمة موريتانيا من أسوء العواصم فى العديد من المجالات لاسيما النقل الحضري فالناس تراهم يسعون على ارجلهم فى جميع أتجاهات التنقل دون أن يجدون وسيلة نقل تقلهم إلى حيث يتوجهون فالؤسسة التى يطلق عليها شريكة النقل العمومي عاجزة حتى عن تسديد رواتب عمالها فضلا عن اقتناء وسائل نقل حضرية تغطي حاجيات المدينة الكبيرة بجميع خطوطها ومقاطعاتها التسع وضواحيها يوجد عندها القليل من الباصات المهترئة التى بحاجة إلى الصيانة طول الوقت والمخصص منها لنقل الطلبة لايفي بأي غرض لهذه الطلبة المسكينة التى أغلبها يتحمل تكاليف النقل بنفسه أما الذي يخصص للنقل الحضري فهو أشبه ما يكون بمخصصات الصحافة من ميزانية الدولة قليل جدا ولا يكفي وسيلة إعلام واحدة ونادرا ما يرى منه شيء من السنة إلى الأخرى ، فلا وجود لشيء إسمه باصات النقل الحضري فى العاصمة خاصة فى أوقات الذوة عند الساعة السابعة صباحا حيث يذهب الناس إلى العمل فلا يجدون أي وسيلة للنقل فيتكدسون على جوانب الطرق كأنهم فى حشد أستقبال رئيس مهم يزور البلد لأول مرة عاصمة بلا نقل حضري كيف نصنفها عندما تسأل جوجل ماهي العاصمة العربية التى بدون نقل حضري سوف يرد عليك بأنها موريتانيا ؟ السؤال هو لماذا رجال الأعمال لا يساهمون فى حل هذا المشكل على الرغم من نهب الصفقات المربحة الجواب فيما أظن أن رجال الأعمال الموريتانيين لايساهمون لا فى محاربة الفقر ولا فى التشغيل ولا فى توفير النقل الحضري للعاصمة وإنما يساهمون فى نهب الثروات وفى الفساد والمضاربات وبيع الأدوية المزورة والمواد المزورة والمنتهية الصلاحية ، طبعا المسئولية يتحملها نظام ولد عبد العزيز ولكن نظام ولد الغزواني ورثها كما ورث الكثير من المفاسد والأختلالات التى خلفتها الأنظمة السابقة ونظام ولد عبد العزيز بالذات .