
لقد اطلق الأستعمار على بلادنا إسما لم يكن موجودا لدينا هو موريتانيا ومعناها شعب المور معي فقد اطلق كبولاني على سكان بلدنا شعب المور وهو تسمية اطلقها ملوك على سكان شمال إفريقيا فى عهد الرومان وهي تعني التوحش والقتل أو الشعوب المتوحشة القاتلة ثم زادها كبولاني بمعي فى دعايته للأستعمار يقول شعب المور معي
وسنكتفي بمصطح من مفاعيل الأستعمار وبطشه بسكان هذا البلد هو مصطلح كوية وقد تسمت به قرية من قرى بلادنا إلى اليوم كتب أحد سكانها قبل فترة يقول :
ماذا تعرف عن كوية ؟
وهل سبق أن زرتها؟
لمن لا يعرف هذه المنطقة أريد أن أصحبه في هذا النص الوصفي لكي تكون له نبذة عنها.
كوية هي قرية صغيرة تتميز بالعديد من الميزات التي لا تتوفر في كل المناطق.
صديقي العزيز لا تتسرع حتى تعرف كوية جغرافيا وما يحدها من مناطق .
هذه المنطقة تتمتع بمساحة أرضية قد تقدر ب10كلم مربع حيث تحدها من الشمال قرية الصدرة ومن الغرب أكراي وكلا المنطقتين تتمتعان بواحات نخيل مثمرة ومن الجنوب إيبيلن ومن الشرق حيكامة هذا من الناحية الجغرافية .
في كوية ترى التناقض والتنوع والجمال كأنني أقول فيها كل من وطأ الثرى ،
توطن ساكنة هذه القرية بشكل رسمي سنة 1984 وقبيل ذلك كانوا يأتونها فترة الكيطنة لقضائها هناك.
القرية نفسها تحظى بجمال منظرها حيث تقع بين الكثبان الرملية بيض الألوان وواحة نخيل آية للناظرين حيث تتسع مساحة هذه الواحة 1000 متر تقريبا .
كانت هذه القرية تجمع كل الثقافات وكان ساكنتها يرحبون بالزوار مما جعل القرية في فترة الكيطنة في تسعينيات القرن الماضي وحتى بداية هذا القرن نزهة لكل زائر ترى الخيام البيض تكسح أراضيها رغبة من أصحابها قضاء هذه الفترة هناك .
ثقافيا كانت القرية تحتضن كل من قرءان يتلى آناء الليل وأطراف النهار وعلماء أجلاء خلف الكواليس ومعترف بهم وبأقوالهم عند أهل العلم والشريعة.
ومن ثم الآدب الشعري الفصيح والحساني والصناعة بشتى أشكالها لأن أصحابها يتميزون في هذا المجال ، ومن ثم الفن الموريتاني الأصيل إذ أنها تحظى بأسرة فنية عريقة وتقطن في وسط هذه القرية .
مما جعل القرية عبارة عن موريتانيا المصغرة .
حدثني أحدهم أنهم وهم صغار يقرأون القرآن في أحد محاظر هذه القرية فإذا بهم يسمعون صوت البندقية والخيول تتسابق والإبل والمرح بشتى أنواعه مما جعل الصبية يميلون إلى هذا الحفل المستمر طيلة الفترة لكن الشيخ منعهم من ذلك مرددا إرفعوا أصواتكم ولا تبالوا بما ترون فقنعوا وأصبحوا يرفعون أصواتهم بالقرآن بيد أن البندقيات وأصواتها لا يعلوها شيء .
لكن منذ أن ظهرت ظاهرة زحف الأرياف إلى المدن بدت هذه القرية خاوية على عروشها من الزوار كأنها لم يزرها زائر من قبل ،لكن من يعرفها سيظل دائما يلاحظ هذا الجمال الراسخ.
لأصحبكم بهذين الگافين للشاعرين الكبيرين إسلم ولد بوب جدو وسيدي ولد بوب جدو
حيث يقول
ما نشبش تو انغيب ماه هذي لگويره
كويه والصدره واجبيب واكراي ولبحيره
وكذلك الشاعر الكبير سيد ولد بوب جدو
زين لگلت ماه رد يختي هاه ويخويه
اينهول حته غير بعد ايعود گبيل فكويه
من صفحة
محمد المحجوب
ولي من لا يعرف هذا المصطلح فإنها اعمال سخرة كان يفرضها الأستعمار سكان البلد يطلب منهم نقل رسائله على دوابهم من جميع الماكن التى احتلها فى البلد إلى سينلوي عاصمته الأسعمارية فى غرب إفريقيا كذلك جلب المؤن من هناك ويتحمل الناقلين على دوابهم جميع تكاليف الرحلات ذهابا وإيابا دون أن يساهم المستعر بفلس فى تكاليفها فهذه هي كوية لذا نطلب من سكان هذه القرية تغيير إسمها .