بعض مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهي كثيرة لا تكاد أن تحصى

اثنين, 02/12/2024 - 09:36

 

إن أول من صلى من هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو علي بن أبي طالب وسيدتنا وأمنا خديجة بنت خويلد رضيالله عنهما والصلاة هي عمود الدين وعلي هو أول من قام بعمود الدين

هذا الخليفة والصحابي الجليل قد ورد فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مناقب متعددة: جاء في مسند الإمام أحمد قوله -عليه الصلاة والسلام-: "من آذى عليا فقد آذاني"، وقال عنه -عليه الصلاة والسلام- كما في صحيح مسلم محدثا عن نفسه -رضي الله عنه-، قال: "والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة! إنه لعهد النبي الأمي أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق".

 

ومن فضائله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على فاطمة، وهي زوج علي -رضي الله عنه-، دخل على ابنته فاطمة، فقال: "أين ابن عمك؟"، فقالت: "هو في المسجد"، وفي رواية لمسلم: "كان بيني وبينه شيء فغاضبني ثم خرج"، فأتى إليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو نائم في المسجد، قد سقط رداؤه والتراب على ظهره، فجعل -عليه الصلاة والسلام- يمسح التراب عن ظهره، ويقول: "اجلس أبا تراب، اجلس أبا تراب"، فيقول علي -رضي الله عنه-: "والله! ليس هناك اسم أحب إليّ من هذا الاسم"؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- سماه به.

 

وأيضا، من مناقبه -رضي الله عنه- ما جاء في الصحيحين، أنه -عليه الصلاة والسلام- لما خرج في غزوة تبوك خلَّف عليا على المدينة، فقال علي -رضي الله عنه-: "أتخلفني مع النساء والصبيان؟"، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟"، زاد الترمذي: "إلا أنه لا نبي بعدي".

 

ومن فضائله ومناقبه -رضي الله عنه- ما جاء في مسند الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟"، لما أبلغوه -عليه الصلاة والسلام- أمرا عن علي، قال: "ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ هو مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي".

 

ومن مناقبه -رضي الله عنه- ما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه".

 

ومن مناقبه -رضي الله عنه- ما جاء في الصحيحين من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه"، فجعل الناس يذكون ليلتهم: أيهم يعطاها؟ ثم لما أصبحوا غدوا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أين علي؟"، فقالوا: "يشتكي عينيه"؛ لأنه كان بهما رمد، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "ادعوه"، فبعث سلمة إليه، فأتي به وهو أرمد، فبصق -عليه الصلاة والسلام- في عينيه، فبرأ كأن لم يكن به وجع.

 

ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: "انفذ على رسلك، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأعلمهم بما يجب عليهم من حق الله -تعالى-، فوالله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم".

 

جاء في رواية مسلم تفصيل هذا الفتح: "لما خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى خيبر، فدنونا منها، خرج "مرحب" وهو أميرهم، وجعل يخطر بسيفه، يرفعه تارة، ويضعه أخرى، ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحبُ *** شاكي السلاح بطلٌ مجرَّبُ

 

فنزل عامر، وهو عم سلمة بن الأكوع، فنزل -رضي الله عنه- عن فرسه، وجعل يقاتله، فاختلسا ضربتين، فوقع سيف مرحب في فرس عامر، فعرج عامر أن يضربه من أسفله، لكن سيف عامر رجع إليه فمات -رضي الله عنه-، فقال الناس: بَطَلَ عملُ عامر.

 

قال سلمة: فأتيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنا أبكي: فقال: "ما شأنك؟"، قال: إن الناس يقولون: بطلَ عملُ عامر، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "لا، بل له أجره مرتين".

 

ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: "أين علي؟"، قال سلمة: فأتيت به، وهو أرمد لا يبصر شيئا، فبصق النبي -صلى الله عليه وسلم- في عينيه، ثم أعطاه الراية، فلما بلغ ساحة الوغى، خرج مرحب، فقال:

قد علمت خيبر أني مرحبُ *** شاكي السلاح بطل مجربُ

 

فقال علي -رضي الله عنه-: أنا الذي سمتني أمي حيدره -حيدره: اسم من أسماء الأسد- قال:

أنا الذي سمتني أمي حيدرهْ *** كليث غابٍ كريهِ المَنْظَرهْ

أوفيهم بالصاع كيل السندرهْ

فقام علي -رضي الله عنه-، فضربه، ففلق رأسه، فكان الفتح".

 

ومن مناقب علي -رضي الله عنه- ما جاء في سنن ابن ماجة أن ابن أبي ليلى كان يرى عليا وهو يسمر معه، يقول: "كنت أراه يلبس ثياب الصيف في الشتاء، ويلبس لباس الشتاء في الصيف"، فقلت: "لم؟"، فأخبرني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أتي به إليه عام خيبر، قال: "اللهم أذهب عنه الحر والقر- وهو البرد -"؛ قال: "فما اشتكيت بعد ذلك من حر ولا برد".

 

ومن مناقبه، وفضائله -رضي الله عنه- ما جاء في مسند الإمام أحمد أنه قال: كنتُ شاكيا، فاشتد بي الوجع، فدخل علي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنا أقول: "اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرا فارفعني، وإن كان بلاءً فصبِّرني"، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "ماذا قلتَ؟"، قال: "فأعدت عليه"، فركض النبي -صلى الله عليه وسلم- برجله عليه، وقال: "اللهم عافه"، أو: "اللهم اشفه" قال: "فما اشتكيت بعد ذلك".

 

ومن مناقبه -رضي الله عنه- ما جاء في سنن النسائي أن أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- قد خطبا من النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "إنها صغيرة"، ثم خطبها علي -رضي الله عنه- فزوجها منه.

 

ومن مناقبه -رضي الله عنه-، وهذه تُعد من مناقبه، وقد يظن البعض أنها ليست من مناقبه، أو مما يُعتب أو يلام عليه، ما جاء في الصحيحين من أن فاطمة -رضي الله عنها- أتت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: "إن الناس يزعمون أنك لا تغضب لبناتك"، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "لم؟"، قالت: "هذا علي قد خطب بنت أبي جهل ليتزوجها"، فقام -عليه الصلاة والسلام- على المنبر فقال: "إن بني المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليا على ابنتي فاطمة، والله لا آذن! ثم لا آذن! إلا أن يريد علي أن يطلق ابنتي، وينكح ابنتهم، وإن فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها، وإني أخشى أن تُفتن في دينها". فأمسك علي -رضي الله عنه- عن الخطبة، وهذا يدل على مناقبه.

 

قد جاء في مستدرك الحاكم أن عليا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما رأيك في بنت أبي جهل؟"، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "عن حسبها؟"، قال علي: "لا"، قال: "والله لا آذن!"، قال علي -رضي الله عنه-: "والله لا أقدم علي شيء يؤذيك".

 

وجاء عند البخاري ومسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني لا أحرم حلالا، ولا أحل حراما، ولكن -والله- لا تجتمع بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبنت عدو الله تحت رجل مسلم مكانا أبدا".

 

قال ابن حجر -رحمه الله-: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحرم الزواج لعلي -رضي الله عنه-، وإنما أراد النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يسلم علي -رضي الله عنه- من الإثم؛ وذلك لأن فاطمة بضعة من النبي -صلى الله عليه وسلم-، يؤذيه ما آذاها، وأذية النبي -صلى الله عليه وسلم- أذية لله -عز وجل-.

 

ثانيا: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني أخشى أن تُفتن في دينها"، أي: يخشى -عليه الصلاة والسلام- أن لا تقوم بحق علي -رضي الله عنه-؛ وذلك من مقتضى الغيرة التي جُبلت عليها كثير من النساء.

 

ثم هو -عليه الصلاة والسلام- قال: "إني لا أحرم حلالا، ولا أحل حراما"، قال ابن حجر -رحمه الله-: لو أن فاطمة أذنت بذلك لما منع النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوج ببنت أبي جهل أو بغيرها.

 

ثم إن فاطمة -رضي الله عنها- قد تسلسلت عليها الأحزان: ماتت أمها خديجة، ثم مات جميع أخواتها، والمرأة بما جرت به العادة إذا اشتكت من شيء إنما تبوح بسرها إما لأمها، وإما لأخواتها، ولم تجرِ عادة أن تبوح بسرها لأبيها أو لأخيها.

 

ومن مناقبه -رضي الله عنه- ما جاء في صحيح مسلم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نزل قوله -تعالى-: (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ...)، جمع -عليه الصلاة والسلام- فاطمة، وعليا، وحسنا وحسينا، فقال: "اللهم إن هؤلاء أهلي".

 

ومن مناقبه -رضي الله عنه- ما جاء في سنن ابن ماجة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الحسن والحسين -وهما ابنا علي رضي الله عنه- الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما".

 

وجاء في سنن ابن ماجة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يؤدِ عني إلا علي".

 

وجاء في مسند الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل عليا، فقال: "من هو أشقى الأولين؟"، فقال علي -رضي الله عنه-: "عاقر الناقة"، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "إذاً، مَن هو أشقى الآخرين؟"، فقال علي -رضي الله عنه-: "الله ورسوله أعلم"، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "أشقاهم هو قاتلك".

 

ثانيا :

لمنقبة الاولى:ما حدثني بها الحسن بن أحمد بن سختويه (رحمه الله) بالكوفة في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة قال: حدثني أبوبكر محمد بن أحمد بن عيسى بن مهران قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثني قيس بن الربيع، قال: حدثني الاعمش قال: حدثني عباية عن حبة العرني عن أمير المؤمنين علي ابن أبي الطالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا سيد الاولين والآخرين، وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي، وأولنا كآخرنا، وآخرنا كأولنا.

المنقبة الثانية:حدثني أبو زكريا طلحة بن أحمد بن طلحة بن محمد الصرام - قدم علينا الكوفة حاجا - قال: حدثنا أبو معاد شاه بن عبدالرحمن بهراة، قال: حدثني علي بن عبدالله، قال: حدثنا عبد الحميد القتاد، حدثني هشيم بن بشير، قال: حدثنا شعبة بن الحجاج، قال: حدثنا عدي بن ثابت، قال: حدثنا سعيد بن جبير، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن علي بن أبي طالب أفضل خلق الله تعالى غيري، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما وإن فاطمة سيدة نساء العالمين.

المنقبة الثالثة:أخبرني أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن متوكل، قال: حدثنا زفر بن الهذيل، قال: حدثنا الاعمش، قال: حدثني مورق، عن جابر بن عبدالله الانصاري، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سمي الحسن حسنا لان باحسان الله قامت السماوات والارض، والحسن مشتق من الاحسان، وعلي والحسن إسمان [مشتقان] من أسماء الله تعالى، والحسين تصغير الحسن.

المنقبة الرابعة:حدثني أحمد بن محمد [بن] الجراح، قال: حدثني القاضي عمر بن الحسين قال: حدثني آمنة بنت أحمد بن ذهل بن سليمان الاعمش، قالت: حدثني أبي عن أبيه، عن سليمان بن مهران، قال: حدثني محمد بن كثير، قال: حدثني أبو خيثمة، عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بي انذرتم وبعلي بن أبي طالب عليه السلام اهتديتم، وقرأ { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } وبالحسن أعطيتم الاحسان. وبالحسين تسعدون وبه تشقون، ألا إن الحسين باب من أبواب الجنة، من عاداه حرم الله عليه رائحة الجنة.

المنقبة الخامسة:حدثني محمد بن علي بن الفضل بن تمام الزيات (رحمه الله) قال: حدثني محمد بن القاسم، قال: حدثني عباد بن يعقوب، قال: حدثني موسى بن عثمان قال: حدثني الاعمش، قال: حدثني أبو اسحاق، عن الحارث وسعيد بن قيس عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا واردكم على الحوض وأنت يا علي الساقي، والحسن الذائد والحسين الآمر، وعلي بن الحسين الفارض ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين، وعلي بن موسى مزين المؤمنين، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم، وعلي ابن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور [العين] والحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به، والقائم شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلا لمن يشاء ويرضى.

المنقبة السادسة:حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن مرة (رحمه الله) قال: حدثنا عبدالله بن محمد البغوي قال: حدثني علي بن الجعد، قال: حدثني أحمد بن وهب بن منصور، قال: حدثني أبو قبيصة شريح بن محمد العنبري، قال: حدثني نافع، عن عبدالله بن عمر ابن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي أنا نذير أمتي، وأنت هاديها، والحسن قائدها، الحسين سائقها، وعلي ابن الحسين جامعها، ومحمد بن علي عارفها، وجعفر بن محمد كاتبها، وموسى بن جعفر محصيها، وعلي بن موسى معبرها ومنجيها وطارد مبغضيها ومدني مؤمنيها ومحمد بن علي قائمها وسائقها، وعلي بن محمد ساترها وعالمها، والحسن ابن علي مناديها ومعطيها، والقائم الخلف ساقيها ومناشدها { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } يا عبدالله.

مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من ولده (عليهم السلام) تأليف / إبن شاذان

ثالثا :

باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أنت مني وأنا منك وقال عمر توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض

3498 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله قال فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم [ ص: 88 ]

 ص: 88 ] " 5584 " [ ص: 89 ] قوله : ( باب مناقب علي بن أبي طالب ) أي ابن عبد المطلب ( القرشي الهاشمي أبي الحسن ) وهو ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شقيق أبيه واسمه عبد مناف على الصحيح . ولد قبل البعثة بعشر سنين على الراجح وكان قد رباه النبي - صلى الله عليه وسلم - من صغره لقصة مذكورة في السيرة النبوية ، فلازمه من صغره فلم يفارقه إلى أن مات . وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وكانت ابنة عمة أبيه وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي ، وقد أسلمت وصحبت وماتت في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري : لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي وكأن السبب في ذلك أنه تأخر ، ووقع الاختلاف في زمانه وخروج من خرج عليه ، فكان ذلك سببا لانتشار مناقبه من كثرة من كان بينها من الصحابة ردا على من خالفه ، فكان الناس طائفتين ، لكن المبتدعة قليلة جدا . ثم كان من أمر علي ما كان فنجمت طائفة أخرى حاربوه ، ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنة ، ووافقهم الخوارج على بغضه وزادوا حتى كفروه ، مضموما ذلك منهم إلى عثمان ، فصار الناس في حق علي ثلاثة : أهل السنة ، والمبتدعة من الخوارج ، والمحاربين له من بني أمية وأتباعهم ، فاحتاج أهل السنة إلى بث فضائله فكثر الناقل لذلك لكثرة من يخالف ذلك ، وإلا فالذي في نفس الأمر أن لكل من الأربعة من الفضائل إذا حرر بميزان العدل لا يخرج عن قول أهل السنة والجماعة أصلا .

وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن عروة قال : " أسلم علي وهو ابن ثمان سنين " وقال ابن إسحاق : " عشر سنين " وهذا أرجحها ، وقيل غير ذلك . ( وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أنت مني وأنا منك ) هو طرف من حديث البراء بن عازب في قصة بنت حمزة ، وقد وصله المصنف في الصلح وفي عمرة القضاء مطولا ، ويأتي شرحه في المغازي مستوفى إن شاء الله تعالى . ثم ذكر المصنف في الباب سبعة أحاديث .

أولها : حديث سهل بن سعد في قصة فتح خيبر ، وسيأتي شرحه في المغازي .

رابعا :

ال أمير المؤمنين عليّ بن أبي ‏طالب (عليه السلام):
لقد علم المستحفظون من أصحاب النبيّ محمّد(صلى اللّه عليه وآله ) أنّه ليس فيهم رجلٌ له منقبة إلّا وقد شركتُه فيها وفضلته‏ ، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحدٌ منهم. قلت: يا أمير المؤمنين، فأخبرني بهنّ.
فقال(عليه السلام):إنّ

أوّل منقبة لي: أنّي لم اُشرك باللَّه طرفة عين، ولم أعبد اللات والعزّى.

2) أنّي لم أشرب الخمر قطّ.

3) أنّ رسول ‏اللَّه استوهبني عن أبي في صبائي، وكنت أكيله وشريبه ومونسه ومحدّثه.

4) أنّي أوّل الناس إيماناً وإسلاماً.

5) أنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) قال لي: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.

6) أنّي كنت آخر الناس عهداً برسول ‏اللَّه، ودليته في حفرته.

7) أنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار، وسجّاني ببرده، فلمّا جاء المشركون ظنّوني محمّداً(صلى اللّه عليه وآله ) فأيقظوني، وقالوا: ما فعل صاحبك؟ فقلت: ذهب في حاجته، فقالوا: لو كان هرب لهرب هذا معه.

8) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) علّمني ألف باب من العلم، يفتح كلّ باب ألف باب، ولم يعلّم ذلك أحداً غيري.

9) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) قال لي: يا عليّ، إذا حشر اللَّه عز ّوجلّ الأوّلين والآخرين نُصب لي منبر فوق منابر النبيّين، ونُصب لك منبر فوق منابر الوصيّين فتر تقي عليه.

10) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: يا عليّ، لا اُعطى في القيامة إلّا سألت لك مثله.

11) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، يدك في يدي حتى تدخل الجنّة.

12) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: يا عليّ، مَثلك في اُمّتي كمَثل سفينة نوح؛ من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق.

13) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عمّمني بعمامة نفسه بيده، ودعا لي بدعوات النصر على أعداء اللَّه، فهزمتهم بإذن اللَّه عزّوجلّ.

14) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أمرني أن أمسح يدي على ضرع شاة قد يبس ضرعها، فقلت: يا رسول‏اللَّه، بل امسح أنت. فقال: يا عليّ، فعلك فعلي. فمسحتُ عليها يدي، فدرّ عليَّ من لبنها، فسقيت رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) شربة، ثمّ أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها، فقال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي سألت اللَّه عزّوجلّ أن يبارك في يدك، ففَعل.

15) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أوصى إليّ وقال: يا عليّ، لا يلي غسلي غيرك، ولا يواري عورتي غيرك؛ فإنّه إن رأى أحدٌ عورتي غيرك تفقّأت عيناه. فقلت له: كيف لي بتقليبك يا رسول‏اللَّه؟ فقال: إنّك ستعان، فوَاللَّه ما أردت أن اُقلّب عضواً من أعضائه إلّا قُلب لي.

16) فإنّي أردت أن اُجرّده، فنوديت: يا وصيّ محمّد، لا تجرّده فغسِّله والقميص عليه، فلا واللَّه الذي أكرمه بالنبوّة وخصّه بالرسالة ما رأيت له عورة، خصّني اللَّه بذلك من بين أصحابه.

17) فإنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجني فاطمة، وقد كان خطبها أبوبكر وعمر، فزوّجني اللَّه من فوق سبع سماواته، فقال رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) : هنيئاً لك يا عليّ؛ فإنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجك فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وهي بضعة منّي. فقلت: يا رسول‏اللَّه، أوَلستُ منك؟ فقال: بلى، يا عليّ وأنت منّي وأنا منك كيميني من شمالي، لا أستغني عنك في الدنيا والآخرة.

18) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) قال لي: يا عليّ، أنت صاحب لواء الحمد في الآخرة، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق منّي مجلساً، يبسط لي، ويبسط لك، فأكون في زمرة النبيّين، وتكون في زمرة الوصيّين، ويوضع على رأسك تاج النور وإكليل الكرامة، يحفّ بك سبعون ألف ملك حتى يفرغ اللَّه عزّوجلّ من حساب الخلائق.

19) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) قال: ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، فمن قاتلك منهم فإنّ لك بكلّ رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك. فقلت: يا رسول ‏اللَّه، فمن الناكثون؟ قال: طلحة والزبير، سيبايعانك بالحجاز، وينكثانك بالعراق، فإذا فعلا ذلك فحاربهما؛ فإنّ في قتالهما طهارة لأهل الأرض. قلت: فمن القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه. قلت: فمن المارقون؟ قال: أصحاب ذي الثُديّة، وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فاقتلْهم؛ فإنّ في قتلهم فرجاً لأهل الأرض، وعذاباً معجّلاً عليهم، وذخراً لك عند اللَّه عزّوجلّ يوم القيامة

20) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول لي: مَثلك في اُمّتي مَثل باب حطّة في بني إسرائيل؛ فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره اللَّه عزّوجلّ.

21) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، ولن تُدخل المدينة إلّا من بابها. ثمّ قال: يا عليّ، إنّك سترعى ذمّتي، وتقاتل على سنّتي، وتخالفك اُمّتي.

22) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق ابنيَّ الحسن والحسين من نور ألقاه إليك وإلى فاطمة، وهما يهتزّان كما يهتزّ القرطان إذا كانا في الاُذنين، ونورهما متضاعف على نور الشهداء سبعين ألف ضعف. يا عليّ، إنّ اللَّه عزّوجلّ قد وعدني أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحداً ما خلا النبيّين والمرسلين.

23)فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أعطاني خاتمه-في حياته- ودرعه ومنطقته وقلّدني سيفه وأصحابه كلّهم حضور، وعمّي العبّاس حاضر، فخصّني اللَّه عزّوجلّ منه بذلك دونهم.

24) فإنّ اللَّه عزّوجلّ أنزل على رسوله: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )، فكان لي دينار، فبعته عشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أصّدّق قبل ذلك بدرهم، وواللَّه ما فعل هذا أحدٌ من أصحابه قبلي ولا بعدي؛ فأنزل اللَّه عزّوجلّ: ( ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ) الآية، فهل تكون التوبة إلّا من ذنب كان!!

25) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: الجنّة محرّمة على الأنبياء حتى أدخلها أنا، وهي محرّمة على الأوصياء حتى تدخلها أنت. يا عليّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى بشّرني فيك ببشرى لم يبشّر بها نبيّاً قبلي؛ بشّرني بأنّك سيّد الأوصياء، وأنّ ابنيك الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة يوم القيامة.

26) فإنّ جعفراً أخي الطيّارُ في الجنّة مع الملائكة، المزيّن بالجناحين من درّ وياقوت وزبرجد.

27) فعمّي حمزة سيّد الشهداء في الجنّة.

28) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) قال: إنّ اللَّه تبارك وتعالى وعدني فيك وعداً لن يخلفه، جعلني نبيّاً وجعلك وصيّاً، وستلقى من اُمّتي من بعدي ما لقي موسى من فرعون، فاصبر واحتسب حتى تلقاني، فاُوالي من والاك، واُعادي من عاداك.

29) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: يا عليّ، أنت صاحب الحوض، لا يملكه غيرك. وسيأتيك قوم فيستسقونك، فتقول: لا ، ولا مثل ذرّة، فينصرفون مسودّة وجوههم. وسترد عليك شيعتي وشيعتك، فتقول: رووا رواءً مرويّين، فيروون مبيضّة وجوههم.

30) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: يُحشر اُمّتي يوم القيامة على خمس رايات؛ فأوّل راية ترد عليَّ راية فرعون هذه الاُمّة، وهو معاوية. والثانية مع سامريّ هذه الاُمّة، وهو عمرو بن العاص. والثالثة مع جاثليق هذه الاُمّة، وهو أبوموسى الأشعري. والرابعة مع أبي‏الأعور السلمي. وأمّا الخامسة فمعك يا عليّ، تحتها المؤمنون، وأنت إمامهم. ثمّ يقول اللَّه  تبارك وتعالى للأربعة (ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍلَّهُ بَابُ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ..) ، وهم شيعتي ومن والاني، وقاتل معيالفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة وهم شيعتي، (..فينادي هؤلاء أَلَمْنَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَى‏ وَلَاكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْوَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِىُّ حَتَّى‏ جَآءَ أَمْرُاللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ* فَالْيَوْمَ لَايُؤْخَذُ مِنكُمْفِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَاكُمْوَبِئْسَ الْمَصِيرُ ). ثمّ ترد اُمّتي وشيعتي فيروون من حوض محمّد(صلى اللّه عليهوآله وسلم) ، وبيدي عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الإبل.

الصمت:أقوى لغات العالم.
- إلزم الصمت فأنه يكسبك صفو المحبة.
كثيراً مايكون الصمت لغتنا الوحيدة والمنفردة للتفاهم الروحي فيما بيننا

31) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم، لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك؛ يستشفون به.

32) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى نصرني بالرعب، فسألته أن ينصرك بمثله، فجعل لك من ذلك مثل الذي جعل لي.

33) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) التقم اُذني وعلّمني ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، فساق اللَّه عز ّوجلّ ذلك إليّ على لسان نبيّه(صلى اللّه عليه وآله )

34) فإنّ النصارى ادّعوا أمراً، فأنزل اللَّه عزّوجلّ فيه فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن‏ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )، فكانت نفسي نفس رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) ؛ والنساء فاطمة(عليها السلام) ؛ والأبناء الحسن والحسين. ثمّ ندم القوم، فسألوا رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) الإعفاء، فأعفاهم. والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لو باهلونا لمُسخوا قردة وخنازير.

35) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) وجّهني يوم بدر فقال: ائتني بكفّ حصيات مجموعة في مكان واحد، فأخذتها ثمّ شممتها، فإذا هي طيبة تفوح منها رائحة المسك، فأتيته بها، فرمى بها وجوه المشركين، وتلك الحصيات أربع منها كنّ من الفردوس، وحصاة من المشرق، وحصاة من المغرب، وحصاة من تحت العرش، مع كلّ حصاة مائة ألف ملك مدداً لنا، لم يكرم اللَّه عزّوجلّ بهذه الفضيلة أحداً قبل ولا بعد.

36) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: ويل لقاتلك؛ إنّه أشقى من ثمود، ومن عاقر الناقة، وإنّ عرش الرحمن ليهتزّ لقتلك، فأبشر يا عليّ فإنّك في زمرة الصدّيقين والشهداء والصالحين.

37) فإنّ اللَّه تبارك وتعالى قد خصّني من بين أصحاب محمّد(صلى اللّه عليه وآله ) بعلم الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والخاصّ والعامّ، وذلك ممّا منّ اللَّه به عليَّ وعلى رسوله. وقال لي الرسول‏ (صلى اللّه عليه وآله ) : يا على إنّ اللَّه عزّوجلّ أمرني أن اُدنيك ولا اُقصيك، واُعلّمك ولا أجفوك، وحقّ عليَّ أن اُطيع ربّي، وحقّ عليك أن تعي.

38) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) بعثني بعثاً، ودعا لي بدعوات، واطلعني على ما يجري بعده، فحزن لذلك بعض أصحابه، قال: لو قدر محمّد أن يجعل ابن عمّه نبيّاً لجعله، فشرّفني اللَّه عزّوجلّ بالاطّلاع على ذلك على لسان نبيّه(صلى اللّه عليه وآله ).

39) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً؛ لا يجتمع حبّي وحبّه إلّا في قلب مؤمن. إنّ اللَّه عزّوجلّ جعل أهل حبّي وحبّك-يا عليّ-في أوّل زمرة السابقين إلى الجنّة، وجعل أهل بغضي وبغضك في أوّل زمرة الضالّين من اُمّتي إلى النار.

40) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) وجّهني في بعض الغزوات إلى رَكيٍ‏ فإذا ليس فيه ماء، فرجعت إليه فأخبرته، فقال: أفيه طين؟ قلت: نعم. فقال، ائتني منه، فأتيت منه بطين، فتكلّم فيه، ثمّ قال: ألقِه في الركيّ، فألقيته، فإذا الماء قد نبع حتى امتلأ جوانب الركيّ، فجئت إليه فأخبرته، فقال لي: وفّقت يا عليّ، وببركتك نبع الماء. فهذه المنقبة خاصّة بي من دون أصحاب النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم ).

41) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: أبشر يا عليّ؛ فإنّ جبرئيل أتاني فقال لي: يا محمّد إنّ اللَّه تبارك وتعالى نظر إلى أصحابك فوجد ابن عمّك وختنك على ابنتك فاطمة خير أصحابك، فجعله وصيّك والمؤدّي عنك.

42) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه يقول: أبشر يا عليّ؛ فإنّ منزلك في الجنّة مواجه منزلي، وأنت معي في الرفيق الأعلى في أعلى علّيّين. قلت: يا رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) ، وما أعلى علّيّون؟ فقال: قبّة من درّة بيضاء، لها سبعون ألف مصراع، مسكن لي ولك يا عليّ.

43) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) قال: إنّ اللَّه عزّوجلّ رسخ حبّي في قلوب المؤمنين، وكذلك رسخ حبّك-يا عليّ-في قلوب المؤمنين، ورسخ بغضي وبغضك في قلوب المنافقين؛ فلا يحبّك إلّا مؤمن تقيّ، ولا يبغضك إلّا منافق كافر.

44) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: لن يبغضك من العرب إلّا دعيّ، ولا من العجم إلّا شقيّ، ولا من النساء إلّا سَلقلقيّة .

45) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) دعاني وأنا رَمِد العين، فتفل في عيني، وقال: اللهمّ اجعل حرّها في بردها، وبردها في حرّها، فوَاللَّه، ما اشتكت عيني إلى هذه الساعة.

46) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أمر أصحابه وعمومته بسدّ الأبواب، وفتح بابي بأمر اللَّه عزّوجلّ. فليس لأحد منقبة مثل منقبتي.

47) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أمرني في وصيّته بقضاء ديونه وعِداته، فقلت: يا رسول ‏اللَّه، قد علمت أنّه ليس عندي مال! فقال: سيعينك اللَّه. فما أردت أمراً من قضاء ديونه وعِداته إلّا يسّره اللَّه لي، حتى قضيت ديونه وعِداته، وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفاً، وبقي بقيّة أوصيت الحسن أن يقضيها.

48) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أتاني في منزلي، ولم يكن طعمنا منذ ثلاثة أيّام، فقال: يا عليّ، هل عندك من شي‏ء؟ فقلت: والذي أكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيّام، فقال النبيّ(صلى اللّه عليه وآله ) : يا فاطمة، ادخلي البيت وانظري هل تجدين شيئاً؟ فقالت: خرجت الساعة! فقلت: يا رسول ‏اللَّه، أدخله أنا؟ فقال: ادخل باسم اللَّه. فدخلت، فإذا أنا بطبق موضوع عليه رطب من تمر، وجفنة من ثريد، فحملتها إلى رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) فقال: يا عليّ، رأيتَ الرسول الذي حمل هذا الطعام؟ فقلت: نعم. فقال: صِفه لي. فقلت: من بين أحمر وأخضر وأصفر. فقال: تلك خطط جناح جبرئيل(عليه السلام) مكلّلة بالدرّ والياقوت. فأكلنا من الثريد حتى شبعنا، فما رأى إلّا خدش أيدينا وأصابعنا. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من بين أصحابه.

49) فإنّ اللَّه تبارك وتعالى خصّ نبيّه(صلى اللّه عليه وآله ) بالنبوّة، وخصّني النبيّ(صلى اللّه عليه وآله ) بالوصيّة، فمن أحبّني فهو سعيد يحشر في زمرة الأنبياء(عليهم السلام ).

50) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) بعث ببراءة مع أبي ‏بكر، فلمّا مضى أتى جبرئيل(عليه السلام) فقال: يا محمّد، لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك. فوجّهني على ناقته العضباء، فلحقته بذي الحليفة فأخذتها منه، فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك.

51) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أقامني للناس كافّة يوم غدير خمّ، فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فبُعداً وسحقاً للقوم الظالمين.

52) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) قال: يا عليّ، ألا اُعلّمك كلمات علّمنيهنّ جبرئيل(عليه السلام) ؟! فقلت: بلى. قال: قل: يا رازق المقلّين، ويا راحم المساكين، ويا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أرحم الراحمين، ارحمني وارزقني.

53) فإنّ اللَّه تبارك وتعالى لن يذهب بالدنيا حتى يقوم منّا القائم، يقتل مبغضينا، ولا يقبل الجزية، ويكسر الصليب والأصنام، ويضع الحرب أوزارها، ويدعو إلى أخذ المال فيقسمه بالسويّة، ويعدل في الرعيّة.

54) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه (صلى اللّه عليه وآله ) يقول: يا عليّ، سيلعنك بنو اُميّة، ويردّ عليهم ملك بكلّ لعنة ألف لعنة، فإذا قام القائم لعنهم أربعين سنة.

55) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) قال لي: سيفتتن فيك طوائف من اُمّتي؛ فيقولون: إنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) لم يخلّف شيئاً، فبماذا أوصى عليّاً؟ أوَليس كتاب ربّي أفضل الأشياء بعد اللَّه عزّوجلّ!! والذي بعثني بالحقّ لئن لم تجمعه بإتقان لم‏ يجمع أبداً. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة.

56) فإنّ اللَّه تبارك وتعالى خصّني بما خصّ به أولياءه وأهل طاعته، وجعلني وارث محمّد(صلى اللّه عليه وآله ) ؛ فمن ساءه ساءه، ومن سرّه سرّه -وأومأ بيده نحو المدينة-.

57) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) كان في بعض الغزوات، ففقد الماء، فقال لي: يا عليّ، قم إلى هذه الصخرة، وقل: أنا رسول رسول ‏اللَّه، انفجري لي ماء. فوَاللَّه الذي أكرمه بالنبوّة لقد أبلغتها الرسالة، فاطلع منها مثل ثدي البقر، فسال من كلّ ثدي منها ماء، فلمّا رأيت ذلك أسرعت إلى النبيّ(صلى اللّه عليه وآله ) فأخبرته، فقال: انطلق ياعليّ، فخذ من الماء، وجاء القوم حتى ملؤوا قِرَبهم وأداواتهم، وسقوا دوابّهم، وشربوا، وتوضّؤوا. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة.

58) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أمرني في بعض غزواته-وقد نفد الماء-فقال: يا عليّ، ائتني بَتْور . فأتيته به، فوضع يده اليمنى ويدي معها في التور، فقال: انبع، فنبع الماء من بين أصابعنا.

59) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) وجّهني إلى خيبر، فلمّا أتيته وجدت الباب مغلقاً، فزعزعته شديداً، فقلعته ورميت به أربعين خطوة، فدخلت، فبرز إليّ مرحب، فحمل عليَّ وحملت عليه، وسقيت الأرض من دمه. وقد كان وجّه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين.

60) فإنّي قتلت عمرو بن عبدودّ، وكان يعدّ بألف رجل.

61) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) يقول: يا عليّ، مَثلك في اُمّتي مثل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؛ فمن أحبّك بقلبه فكأنّما قرأ ثلث القرآن، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنّما قرأ ثلثي القرآن، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنّما قرأ القرآن كلّه.

62) فإنّي كنت مع رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) في جميع المواطن والحروب، وكانت رايته معي.

63) فإنّي لم أفرَّ من الزحف قطّ، ولم يبارزني أحد إلّا سقيت الأرض من دمه.

64) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) اُتي بطير مشويّ من الجنّة، فدعا اللَّه عزّوجلّ أن يدخل عليه أحبّ خلقه إليه، فوفّقني اللَّه للدخول عليه حتى أكلت معه من ذلك الطير.

65) فإنّي كنت اُصلّي في المسجد فجاء سائل، فسأل وأنا راكع، فناولته خاتمي من إصبعي، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى فيَّ: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ‏ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)

66) فإنّ اللَّه تبارك وتعالى ردّ عليَّ الشمس مرّتين، ولم يردّها على أحد من اُمّة محمّد(صلى اللّه عليه وآله ) غيري.

67) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) أمر أن اُدعى بإمرة المؤمنين في حياته وبعد موته، ولم يطلق ذلك لأحد غيري.

68) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) قال: يا عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: أين سيّد الأنبياء؟ فأقوم، ثمّ ينادي: أين سيّد الأوصياء؟ فتقوم، ويأتيني رضوان بمفاتيح الجنّة، ويأتيني مالك بمقاليد النار، فيقولان: إنّ اللَّه جلّ جلاله أمرنا أن ندفعها إليك، ونأمرك أن تدفعها إلى عليّ بن أبي‏طالب، فتكون-يا عليّ-قسيم الجنّة والنار.

69) فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه( صلى اللّه عليه وآله ) يقول: لولاك ما عُرف المنافقون من المؤمنين.

70) فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله ) نام ونوّمني وزوجتي فاطمة وابنيَّ الحسن والحسين، وألقى علينا عباءة قُطوانيّة، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى فينا: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )، وقال جبرئيل(عليه السلام) : أنا منكم يا محمّد، فكان سادسنا جبرئيل(عليه السلام)

على مدار الساعة

فيديو