
هذه الرؤية فيما يبدو أول من يخرقها هو البنك الدولي نفسه بسياساته الرأسمالية التى لا تصب فى صالح الفقراء وإنما تدعم الأغنياء وتكدس ثروة العالم فى أيديهم دون غيرهم إن سياسة الإغراض المقطر قطرة قطرة لحكومات الدول الفقيرة الفاسدة تساهم فى زيادة الفقر والغبن فضلا عن ارتفاع المديونية على كاهل هذه الدول فهذه الحصص من الديون لا تنفع فى دول غارقة فى الفساد وشعوبها غارقة فى أسوء انواع الفقر والتخلف إنما تذهب إلى جيوب الأنظمة الحاكمة وتبقى الشعوب تعاني الفقر والدول تعاني من المديونية كان على البنك الدولي أن يغير سياساته التى زادت الدول الفقيرة فقرا وزادت الأنظمة الحاكمة فيها فسادا حيث كان عليه أن يأخذ فى الحسبان ما تعانيه شعوب الدولة الفقير فى ظل أنظمة جائرة بحق الشعوب موظفيها الذين ينفذون فيها مجرد أكلمة للمال العام والمزازين السنوية تكرس لرفاهية الأنظمة الحاكمة ولا تذهب لصالح التنمية المستدامة أو محاربة الفقر والعوز والتخلف إن هذه الأنظمة التى يتعامل معها البنك الدولي ولا يتعامل مع غيرها عبارة عن ثقوب سوداء تبتلع المال العام ولا يعرف أين ذهب عملت سنين عديدة على خداع الشعوب وتضليلهم وإخضاعهم بمسكنات الدعاية الكاذبة والتجهيل والحيلولة دون أختلاطهم بالمثقفين التنويريين وإبعاد هؤلاء عن المشهد العام وحجب وسائل الإعلام الرسمية عنهم خشية أن تصل كلمتهم التنويرية والتثقيفية إلى آذان الشعوب الأمية الجاهلة حتى تظل هذه الشعوب تخضع لدعايتهم وطمس الحقائق عنهم والتالي تظل بمثابة العبيد الذين عليهم السمع والطاعة للسيد فقط
يقول الفيسوف فريدريك دوجلاس أنك لكي تصنع عبدا قانعا فمن الضروري أن تصنع عبدا لا يفكر وهنا عليك بإغراق رؤيته العقلية والأخلاقية فى الظلام وبقدر إعدام قوة العقل لن يكون قادرا على أكتشاف أي عيوب فى ظلام العبودية بل سيشعر بأن العبودية هي الوضع الصحيح . أنتهي الأستشهاد
كان البنك البنك الدولي لو أراد تنفيذ ما يدعيه من وجود عالم خالي من الفقر أن يدخل مباشرة فى عالم الفقراء ويتدخل لصالحهم بنفسه دون واسطة وأن يسادهم على تجاوز مرحلة الفقر وأن يقدم لهم المساعدات العينية والقروض مباشرة دون أي واسطة وهذا ما لم يفعله فهو لا يدعم حتى المنظمات الغير حكومية فى هذه الدول إذن سياسة البنك الدولي زادت الفقراء فقرا فى الدول المتخلفة كما زادت الأغنياء غنا وزادت الحكومات فسادا وزادت المديونية استفحالا على هذه الدول وعليه أن يتوقف عن هذه السياسة .