
لقد مكثنا اكثر من سبعين عاما فى ظلمات الجهل والتخلف والتبعية للأستعمار التى لم نجني منها سوى الفقر والبطالة والغبن والمحسوبية والزبونية والظلم والفساد والتملق والنفاق والكذب وهدر المقدرات والإمكانات بطرق ملتوية لا علاقة لها بتنمية المجتمع ولا تثقيفه ولا تشغيله فى النهوض بالوطن نحو الأفاق التى يستحقها بلدنا عن جدارة لقد قضينا حقبا من الهمجية وعبادة الأصنام البشرية والمادية وآن لنا أن نحطم القيود التى كبلتنا طوال تلك السنين التى قضاها شعبنا بلا هدف نبيل ولا ثورة على الباطل والكذب والغش والخيانة والتملق والنفاق فتحرير الإنسان من أمراضه السلطوية وجعله من جملة البشر الذي يؤمن بالله وحده ثم بالحرية والصدق أولى من كل شيء إن اعتماد سياسة الكذب على الناس بالخطابات الفارغة من المضامين و بالمشروعات الوهمية الزائفة مثل النمو المتسارع والرفاه المشترك والمغالطات وتزييف المعلومات وعدم الصدق والأمانة والنزاهة فى المسئوليات لهو التخلف بعينه إن الحقائق هي التى يبنى عليها صرح المجتماعات وهي التى تنفع الناس وتمكث فى الأرض قال تعالى / وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا
نأسف أن لدينا إدارة تكذب على الناس والكثير من الموظفين السامين يكذبون علينا يوميا وفى الحديث الشريف الصحيح أن آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أتمن خان / صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
نحن لابد لنا أن ندخل فى عصر التنوير ونقضي على هذه الأمراض الأخلاقية المنافية للقيم والدين التى تكون وتمرس عليها كل من يتولى مسئولية عامة فى هذا البلد إلا من رحم ربك فإذا لم نتقدم بالصدق فلن نتقدم بالكذب على الإطلاق والله تبارك وتعالى يحثنا على الصدقة والأمانة فقال جل من قائل يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وكونوا مع الصادقين / صدق الله العظيم