قلت أني لو كنت وزيرا للداخلية لن نترك أحدا يعتدي على أحد وسوف أشكل فرق أمنية راجلة تجوب أحياء العاصمة ليلا نهارا وتعتقل كل من تشتبه به فى أن له علاقة بزعزعة الأمن كبيرا كان أم صغيرا وكل من يعكر صفو حياة المواطنين الآمنين فى بيوتهم ومتاجرهم فهذا هو الأمن الوقائي وهو الذي تحتاجه بلادنا بعد ما عصفت بها العولمة
إن الذي حصل بعد مجيء الرئيس ولد الغزواني هو أنه شيد قصورا قيصرية وكسروية من مال الشعب الفقير للقادة العسكريين والأمنيين فجلسوا فيها يتعاطون كؤوس الشاي فالعالم أجهزة الأمن فى الطرقات وداخل الأحياء تتجول وتراقب وتنصب الكامرات والكمائن للمجرمين والعابثين بالأمن العمومي بينما قوات أمننا نحن فى موريتانيا تجلس فى مقراتها تشرب الشاي حتى تقع جرائم ويأتيها من يبلغها بها عندها تخبر كبيرها بما حدث وتنتظر منه الأوامر
إذا كان فى مكتبه أما إذا كان خارج مكتبه فتنتظر عودته حتى تشعره بما حدث ويتولى مسئولية البحث فى الجريمة هذا الروتين الأمني فاسد وينبغي تغييره الأمن مسألة حياة أو موت والشعب يمكنه تحمل الفقر والتجميع والإقصاء ولكن لا يمكنه تحمل القتل والإجرام بشتى انواعها إن الأمن المترهل كارثة على حياة الشعوب الأمن ينبغي أن يكون بين الناس فى كل لحظة وكل وقت وإذا حدث ابسط شجار بين إثنين يكون الأمن حاضرا دون حاجة إلى طلبه من مكاتبه أو وقوع جريمة إثر ذلك الشجار كان بالإمكان تفاديها لو كان الأمن حاضرا وهنا أحكي لكم حكاية شاهدتها بعيني فى الهند رجل على دراجة نارية يردف إمرأة ترتدي لباس يشبه الملحفة الموريتانية تجر بعضه وطوته العجلة الخلفية للدراجة النارية ونزعت معظمه من جسم المرأة وكادت تخنقها بما بقي عالقا فى رقبتها ولم تكد الدراجة تتوقف حتى كان أحد افراد الشرطة يهرع إليها وينزع سترته ويضعها على جمسم المرأة ويؤمنها ثم يحاول هو وسائق الدراجة تخليصها من العجلة ثم ذهب الشرطي واشترى ثوبا من محل وجاء به إلى المرأة وأدخلها فى سيارة حتى ترتدي الثوب الذي تكرم عليها به ثم خرجت من السيارة وركبت الدراجة مع صاحبها وأنطلقوا بعدما تلقوا تدخل الشرطي الموفق وتكرمه على المرأة التى سلبتها عجلة الدراجة ثوبها هذا هو عمل الشرطة الوطنية الإنسانية الميدانية الخدمية المكونة على مثل هذه الأعمال الطيبة التى تخدم الشعب بتفان ومسئولية .
