انا لا اعلم شعبا احب عليه المسؤولية والوجاهة من الشعب الموريتاني فالرئيس لا يترك الحكم عادة فى بلدنا إلا مرغما بانقلاب او خوفا من عقاب قانوني دنيوى والوزير لا يترك وزارته الا باقالة من الرئيس وبعد الاقالة يظل يطلب العودة إلى وظيفة ولو مجرد عضوية فى مجلس إدارة أو مستشار فى بلدية يحصل على ذلك بالتصفيق والتلفيق واستخدام القبيلة والمعارف فالموظف باءمكانه ان يظل إلى جانب الشيطان يلعق فمه مقابل البقاء فى الوظيفة والشيخ الهرم مستحيل عليه ان يتقاعد عن الوظيفة وعن العمل حتى وإن انحنى ظهره وسقطت اسنانه وارتعش جسمه سوف يظل يبحث عن السلطة والوجاهة ولا يترك شيئا من ذلك إلا بعد زيارة ملك الموت له وخروجه من الدنيا نهائيا وأظنه إذا بعث يوم القيامة أول شيء يقوم به هو البحث عن مكان عمل وطلب الحصول على وجاهة قبل الحساب والعقاب وصعود الصراط ، إنه شعب يرفض الاستفادة من حق التقاعد الذي تفعل شعوب العالم اجمع وهذا ما جعل زمرة ولد الغزواني تطلب منه زيادة سن الوظيفة وتأخير سن التقاعد رغم البطالة المتفشية فى البلد والتى جعلت الناس تولد تموت وتشيخ دون الحصول على فرصة عمل ثم إن هذا الحب للعمل لم يقدم البلد ولا ينقص الفقر ولا يصلح شيء من مفاسد البلد والزمرة الحاكمة تحكم منذ عشرات السنين وتتوارث الوظائف وتتقاسم المنافع لكن من المستحيل أن ترى فيها أحدا يمتنع عن وظيفة ولا يتقاعد عن عمل ولا يتورع عن شيء .
