إذا سألوك عن السياسة الحالية فى موريتانيا فقل سأتلوا عليكم من نبئها ذكرا أنها مائعة بشكل يحبس الأنفاس فمن تختارون لمستقبلكم ؟ كل المعطيات المتاحة والمترشحة لتولى المناصب فى البلد نرجوا أن تكون على المستوى المطلوب لتولي شئون الأمة فالبلد بحاجة إلى قيادة مسئولة لا يكون همها هو تحسين صورها القاتمة أمام الناس ولا تخصيص وسائل إعلام دعائية لذلك الغرض إنما يكون همها هو تحسين ظروف المواطنين ماديا ومعنويا والتقرب منهم ومعرفة ظروفهم ومشاكلهم وحلها والآن أقول لكم أن المطروح الآن أمام الشعب الموريتاني من المشاريع السياسية لا يبشر بالخير هناك منظومة الفساد والأستبداد تريد البقاء فى السلطة عن طريق الانتخابات وتكرس وسائل الإعلام العمومية الممولة من مال الشعب الفقير للدعاية لذلك وتتلون بالألوان وتدعي الأدعائات وتدشن المشاريع التى لا تتجاوز يوم التدشين وتقتني الكماليات الباهظة لنفسها ولزمرتها ، تقابلها تشكيلات عرقية وبعضها متهم بالعنصرية لا يعرف عنها أي شيء يحسبون أن كل لون بصبغة معينة عبارة عن عدو لهم ونتمنى أن تكون الصورة التى يصورهم بها البعض غير صحيحة فهم مسلمون ويصلون والمسلم للمسلم أخ وحيلف وشريك لا يظلمه ولا يخذله ، كما أن هناك الإسلام السياسي الذي نتمنى له كل خير ونرجوا أن تكون سياسته فى خدمة الوطن والمواطنين والتجارب التى ظهر فيها فى مصر وتونس لا تبشر بالخير وفى بلادنا رأينا المنتخبين من هذا التيار واصحاب المال والنفوذ يقتصر تدخلهم ومساعدتهم للمواطنين على اتباعهم وهذا ايضا لا يبشر بالخير فهو نفس ما يفعل النظام الحاكم الذي يعمل بالمحسوبية والزبونية والموالات ، اذن فما هو الحل ، لا يبدو ان هناك خيارا يمكن ان يتجه اليه البلد يكون سليما مائة فى المائة أن يسلم من العيوب فالأمر صعب والخيارات المتاحة نتمنى ان لا تكون على ظاهرها الذي نشاهده بل نرجوا لها ان تكون صالحة للبلد وللشعب ومن كان منها على خطإ يعود عن خطئه وأن تبتعد عن الايديولوجيات الخاطئة وعن السياسات الظالمة وعن تقليد مفاسد الغير ونحن المواطنين ليس أمامنا فى هذا المشهد الا الدعاء : نقول اللهم اختر لنا ماهو خير لنا وولي أمورنا خيارنا ولا تولي أمورنا اشرارنا يارب العالمين آمين .
