
يبدو ان الترشح من السجن أصبح موضة سياسية مورتيانية سنغالية بامتياز، وهي موضة يتفاعل معها الجمهور وتلفت الانتباه مع مرور الوقت.
وبعد اعلان عضو مجلس الشيوخ الموريتاني السابق المعتقل منذ عام تقريبا محمد ولد غده قبل أسبوع ترشحه للإنتخابات النيابية عن طريق اللائحة الجهوية للعاصمة نواكشوط عن حزب التناوب الديمقراطي المعارض "إيناد" أعلن ايضا عمدة مدينة داكار المعتقل منذ أزيد من عام الخليفة صال الترشح للانتخابات الرئاسية، المرتقب تنظيمها شهر فبراير 2019.
وخليفة صال عمدة سابق معتقل وولد غدة سيناتور سابق معتقل، وكلاهما سبق ونال تزكية الشعب لدخول مؤسسة منتخبة، وكلاهما يناضل انصاره من اجل اطلاق سراحه في اسرع وقت ممكن. وكلاهما بعث برسالة للشعب في توقيت متقارب جدا مطالبا الشارع بدعمه سياسيا لمواجهة النظام القائم.
واذا كان السناتور محمد ولد غده اعتقل بعد اتهامه بتقديم “رشاوى ” لأعضاء مجلس الشيوخ، لرفض التعديلات الدستورية المقترحة من طرف الحكومة، فان محكمة الاستئناف السياسي السنغالي تتابع صال بتهمة "اختلاس المال العام".
وكان الخليفة صال قد ترشح للانتخابات التشريعية، التي أجريت في 30 يوليو 2017، حيث خاضها من داخل السجن، وانتخب نائبا في البرلمان الثالث عشر في تاريخ البلاد، قبل أن يصوت البرلمان لرفع الحصانة البرلمانية.
تجربة ولد غدة وصال قد تؤسس للترشح للمؤسسات المنتخبة من زنازين السجون في مواجهة تطورات متلاحقة في افريقيا، وهو الامر الذي قد يتحول الى سلاح جديد في يد السياسيين الافارقة المعارضين، وهو ما قد يكون بداية امل في أماكن كثيرة من إفريقيا التي لا تزال تعاني من الحيف والظلم، ولا يزال القضاء فيها تحت سلطة الحكام.