
عندما ننظر إلى متاحف العالم نصاب بخيبة أمل فى نظامنا وغيرة فى نفوسنا إن المتاحف تعتبر حافظة للتراث وللثقافة ولللآثار وتنبؤ عن تحضر الأمم وتكشف عن قوتها وعن ثقافتها وعن حضارتها ونحن أنظمتنا تكاد تكون غائبة عن رسالة المتاحف العالمية كل من زار بلادنا ممن يهتم بالتاريخ والآثار يسأل عن مكان المتحف الوطني وعندما يأتي إليه لا يجد سوى جناح ضيق من مبنى قديم شيدته الصين لسفارتها فى بداية ستينات القرن الماضي ثم رممته بعد ذلك لكي يكون مقرا لدار الثقافة ولا يوجد فيه سوى بعض الآثار التى تمجد المستعمر أو بعض صور حقبة المخطار ولد داداه وبعض الآثار التى أخذها مكتشفون فرنسيون وأجانب من داخل البلاد مثل أدغوست وأزوكي وغيرهم وسرقوا أكثر منها هربوها إلى بلدانهم نحن بلدنا غني بالثقافة والتاريخ والآثار لكن هذه الكنوز مهمولة وحمتها مهمشين ومطرودين ومحرومين حتى من قوتهم اليومي نحن أرضنا قامت عليها حضارات متنوعة يفتخر بها كتاب أفارقة ألفوا كتبا فى التاريخ الإفريقي مثل الكاتب جوزيف زيربو البركنابي لم يجد ما يستشهد به على الحضارة والإفريقية إلا من بلادنا مهد المرابطين وحضاراتها الضاربة فى القدم ومواقعها التاريخية فهناك حضارة البافورية التى أهملها المستعمر ولم يذكرها وحاول طمس ما تبقى من آثارها لئلا يكون لهذا البلد حضارة أو تاريخ سوى ما جاء هو به من دمار ونهب للثروات ومصادرة للممتلكات وطمس الثقافات الوطنية وزرع الخلافات بين السكان ثم إن الحضارة المرابطية لم يبقى من أثرها إلا القيليل فقد سكن الكثير من أمرائها فى منطقة آدرار وتكانت وغيرهما وتركوا آثارا شاهدة على شيء من تاريخ هذا ولكن لم يتم الكشف عن ذلك وتثمينه والعناية به ووضع مجسمات له فى متحف مشيد بالمعايير الفنية بسبب الإهمال وعدم المسئولية لقد سكن الأمير براهيم لكدالي مثلا فى منطقة أوجفت وحول واد تيمنيت على الخصوص وتوفى هناك وترك بعض الآثار منها قبور بناته المعروفات بستات ومعناها السيدات فى واد تيمنيت عند مصب صدع اسياتة فوق نخيل تيمنيت حوالي كيلومتر ونصف على حافة البطحاء وكنت صغيرا أرى نصب قبورهن تزورهما الناس ولكن ذلك قد يكون إندثر الآن بسبب العوامل الجوية وزحف الرمال وجرف السيول
كما أن لدينا تاريخ مليء بالحضارة والبطولة والإمارات الأربع خير شاهد على ذلك وهناك ابطال المقاومة الوطنية والعلماء والمحاظر والشعراء من عهد ولد رازكه إلى ولد أحمد يوره كل هذا الكم الهائل من التاريخ والآثار الثقافة كان لو وجد من يعتني به اصبح ذاكرة مادية غنية شاهدة على عظمة بلدنا وتراث أمتنا