لماذا لا تكون لدينا زراعة متطورة كباقي بلدان العالم الجواب فى المعالجة التالية :

سبت, 11/13/2021 - 08:44

لماذا لا تكون لدينا زراعة متطورة كباقى بلدان العالم ؟ الجواب هو الفساد والأستبداد وخيانة المسئولية وعدم الوطنية وسوء الإدارة وفساد النظام وعدم الكفائة فى القيادة وفى التوجيه وفى الإرشاد وفى التخطيط كل هذا يشرك فيه قيادة البلد والموظفين المعنيين ورجال الأعمال الذين اعتاشوا على خزينة الدولة دون بذل جهد فى الأستثمار والمخاطرة برأس المال كل هذه العوامل جعلت بلادنا متخلفة جدا وتتعتاش على صدقات الخارج والأستراد منه حتى اللحوم والألبان التى يفترض أن يكون لدينا أكتفاء ذاتي منها

قبل دخول المستعمر كان سكان الواحات فى بلادنا يزرعون القمح والشعير تحت النخيل وكانوا يحصدون منه كميات قد تكفيهم طيلة السنة إذا لم يبيعوها فى الأسواق وهذا التقليد الزراعي القديم إضمل نتيجة قيام المستعمر بأستيراد القمح والشعير من الخارج واصبح رخيص الثمن إلى درجة أن حوله المواطنون إلى علف للدواب وامتنعوا من أكله لكثرته وردائة جودته مقارنة بإنتاجهم القديم منه الذي كان ذا جودة عالية جدا

اليوم اصبح من الواجب وضع خطط لا كالخطط السابقة التى إما أن تهمل الموضوع نهائيا أو تقوم بمشاريع ارتجالية غير مدروسة سرعان ما تفشل وذهب التمويلات والقروض ادراج الفساد والإهمال

والآن هناك تجارب رائدة فى مجال زراعة القمح على الخصوص ينبغي أن نستفيد منها إذا كنا نريد الأكتفاء الذاتي من هذه المادة وهذه التجارب نجحت فى بعض البلدان وهي تعتمد على تقنية زراعية كالآتي :

في ظل القلق المتزايد عالميًّا بشأن الأمن الغذائي وتزايُد الطلب على محاصيل الحبوب بسبب النمو المتسارع في عدد السكان من جانب، والتغيرات البيئية التى تشهدها الكرة الأرضية من جانب آخر، كشف دراسة حديثة شارك فيها 35 باحثًا من مركز "جون إينز" البريطاني وجامعتي "كوينزلاند" و"سيدني" الأستراليتين، عن تقنية جديدة لتسريع تربية القمح Speed breeding، من خلال خلق بيئة صناعية مزودة بإضاءة تُسهم في تحقيق أنظمة إضاءة يومية مكثفة لتسريع تربية المحاصيل الزراعية وتحسينها.

ووفقًا للدراسة التي نشرتها دورية "نيتشر بلانتس"، الشهر الماضي، فإن التقنية الجديدة ساعدت على تربية محصول القمح، بدايةً من بذر بذوره وحتى حصاده، في مدة تُقدَّر بنحو 61 يومًا، ما يعني أنه بات من الممكن تربية 6 أجيال من القمح في العام الواحد، بزيادة أسرع بحوالي ثلاثة أضعاف عن زراعته بالتقنيات المستخدمة حاليًّا.

الإضاءة الأكثر مناسَبة

تستهدف الدراسة تقصير البرنامج الزمني لدورة حياة بعض المحاصيل، وذلك من خلال توفير إضاءة للنباتات لمدة 22 ساعة يوميًّا، مقابل ساعتين من الظلام، ثم تجفيف البذور الناتجة صناعيًّا لمدة ثلاثة أيام، لاستخدامها مرةً أخرى في إجراء دورة زراعة جديدة.

وفق نتائج الدراسة، نجحت التجربة على عدد من المحاصيل الأخرى، مثل بعض أصناف الحمص والشعير، والتي أنتجت 6 أجيال (جيل كل 61 يومًا تقريبًا) بدلًا من جيلين أو ثلاثة في العام الواحد (جيل كل مدة تتراوح بين 122 يومًا و183 يومًا)، وكذلك الكانولا التي أنتجت 4 أجيال من المحصول سنويًّا بدلاً من جيلين أو ثلاثة.

يقول "براندي والف" -المؤلِّف الرئيسي للدراسة، والباحث بمركز جون إينز- في تصريح لـ"للعلم": "إن النباتات تعتمد على البناء الضوئي لإنتاج الغذاء من الطاقة الناتجة عن أشعة الشمس، موضحًا أنها تبدو خضراء للعين البشرية لأنها تستخدم الضوئين الأزرق والأحمر في الطيف المرئي للتمثيل الضوئي، ثم تعكس الضوء الأخضر".

ويضيف: تنتج مصابيح بخار الصوديوم التقليدية، المستخدمة في الصوب الزجاجية حتى اليوم، الكثير من الضوء في الطيفين الأخضر والأصفر، ورغم أنها تبدو ناصعة الإضاءة بالنسبة للعين البشرية، إلا أن معظمها غير مُجْدٍ بالنسبة للنبات، كما أنها تنتج كثيرًا من الحرارة غير المفيدة، وهو ما يمثل هدرًا لكثير من الطاقة الثمينة في صوبنا الزجاجية"، مكاشفًا أن "الأمر يكون أكثر فاعلية من حيث التكلفة إذا جرى إنتاج الضوء في الجزء الفعال من الطيف".

يضيف والف أنه حدثت طفرة في جودة مصابيح الصمام الثنائي الباعث للضوء المعروفة بمصابيح "الليد" LED في السنوات الأخيرة، والتي انخفضت تكلفتها أيضًا، ولذلك أصبح من الممكن الآن تغذية النبات بفاعلية أفضل، وأقل من حيث التكلفة باستخدام إضاءة أمثل للبناء الضوئي.

ووفق والف "تُستخدم طريقتنا لتسريع التربية باستخدام إضاءة تحسِّن عملية البناء الضوئي، إذ تزيد مدة تعرُّض النبات للضوء لتسريع النمو"،.

تحسين السلالة

تُعَدُّ زيادة عدد أجيال المحاصيل من أهم العقبات التي تواجه التربية التقليدية للنباتات، وهو الأمر الذي سعى الباحثون للتغلب عليه من خلال ما عُرف بـ"الثورة الخضراء"، التي حققت نجاحًا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عندما قام نورمان بورلوج -والملقب بأبي الثورة الخضراء- بزراعة القمح مرتين في عامٍ واحد

من جهته، يقول لي هايكي -المشارك في الدراسة، والباحث بجامعة كوينزلاند الأسترالية- لـ"للعلم": "إن الورقة البحثية تقدم طريقةً يمكن تطبيقها على أنواع مختلفة من المحاصيل، مثل القمح السمين، وقمح الخبز، والشعير، والحمص، والكانولا، والبازلاء، كما يمكن تطبيقها على الفول السوداني، إضافة إلى إمكانية تطبيقها أيضًا على نباتات "النهار الطويل"، التي تُزْهِر استجابةً لطول مدة النهار، مثل عباد الشمس، والفلفل، والفجل".

ويضيف: ربما كان من الصعب تطبيق تقنية "التكاثر السريع" على محاصيل النهار القصير، مثل الأرز، والذرة، والذرة الرفيعة، لكنني أعتقد أن هناك مجالاً لتحسين نظام الدورات الزراعية من خلال تحسين أنظمة التعرُّض للضوء والحرارة.

مقاومة الأمراض

يضيف "والف" أن "التقنية الجديدة تمكِّننا من الحصول على العديد من الجينات المقاومة للأمراض في الأقارب البرية للمحاصيل"، موضحًا أنه إذا كانت هناك مجموعة من البشر تعتمد في غذائها اليومي على القمح البري، فإنها ستموت جوعًا؛ لأن هذا المحصول يعاني من عدم القدرة على مقاومة الأمراض، وبالتالي يكون هناك هدر كبير في إنتاج المحصول.

ويشدد على أن التقنية الجديدة تساعد في نقل الجينات المقاوِمة للأمراض من الأقماح المستأنَسة إلى القمح البري، وهي عملية صعبة، وتستغرق وقتًا طويلًا، إذ إنها تشبه تهجين حصان سباق مع حمار، ما يستغرق سنواتٍ عديدةٍ حتى يمكن الجمع بين الأفضل من كلا العالمين المختلفين، أمَّا التقنية الجديدة، فستعمل على تسريع هذه العملية وتقصير الوقت اللازم لتطوير صنف جديد من القمح ذي سمات فائقة".

تقول "شيماء عوض" -المدرس بقسم المحاصيل بكلية الزراعة في جامعة الإسكندرية- لـ"للعلم": "إن التقنية الجديدة يمكن أن تُستخدم في انتخاب نباتات مقاوِمة للأمراض الناشئة عن صفة بسيطة يتحكم فيها عدد قليل من العوامل الوراثية، وذلك بإجراء العدوى الصناعية للنباتات بالعوامل الـمُمْرِضة في أثناء دورات الزراعة المتعاقبة، لكن الأمر ليس سهلًا بالنسبة للأمراض التي يتحكم فيها عدد كبير من العوامل الوراثية".

تجارب مصرية

وعن إمكانية استخدام هذه الطريقة في مصر، يقول والف: "إن إنتاج القمح في مصر يتعرض باستمرار للتهديد؛ بسبب أمراض الصدأ والعفن التي تسببت في خسائر فادحة في الغلة في السنوات الأخيرة. وعادةً ما يحدث فقدان ما بين 15 و20٪ من محصول القمح السنوي كل عام بسبب هذه الأمراض، رغم الاستخدام المكلِّف لمبيدات الفطريات".

ويضيف أنه على وشك الدخول في مشروع يتبع "صندوق نيوتن" مع أحمد القط -الباحث في مركز البحوث الزراعية بمصر- "بهدف تسريع وتطوير أصنافٍ جديدةٍ من القمح المصري ذات مقاومةٍ أعلى للأمراض باستخدام أحدث تقنيات اكتشاف الجينات المقاومة للأمراض وتكنولوجيا الاستنساخ التي جرى تطويرها في مختبري جون إينز، ونوريتش البريطانيين، إضافة إلى تقنيات التربية السريعة".

وأوضح أنه من المنتظر أن يجري تمويل المشروع من جانب مركز بحوث المحاصيل الحقلية في مصر (جهة حكومية تتبع وزارة الزراعة المصرية)، وإدارة الاقتصاد والطاقة والاستراتيجية الصناعية في المملكة المتحدة".

يقول "محمود زيد" -أستاذ المحاصيل المساعد في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية- في تصريح لـ"للعلم": "إنه من السهل جدًّا تطبيق التقنية الحديثة؛ لأنها غير مكلفة نسبيًّا، ولا تعتمد على أجهزة تقنية حديثة، كما يمكن استخدام الصُّوبات الموجودة أصلاً بالعديد من مراكز البحوث أو الجامعات، وتجهيزها بالإضاءة المطلوبة لإسراع البرامج المستخدمة حاليًّا لتربية المحاصيل التي ذكرتها الدراسة"، ولكنه يشدد على أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه التقنية أو الطريقة تمثل خطوةً واحدةً من العديد من الخطوات المطلوبة لإنتاج صنف جديد، وأن العمل الجماعي هو الحل الأمثل للتطوير والتقدُّم في مجال تربية النباتات، فضلًا عن ضرورة اتباع التشريعات الخاصة بزراعة الأصناف المهندَسة وراثيًّا في مصر.

على مدار الساعة

فيديو