
أول نظام للبلد بعد الأستعمار عمل بقوانين المستعمر دون تبديل ولا تغيير وظل الحال هكذا حتى أنقلاب ثمانية وسبعين وتسمائة وألف عندها بدأ الجيش بسن قوانين إضافية للقوانين الفرنسية حتى سنة واحد وتسعين وإنشاء الدستور طبقا للدساتير الفرنسية عندها أصبحت الدولة تصدر القوانين بشكل يومي تقريبا وبمعدل كبير جدا قوانين العدالة والتقاضي والشغل والوظيفة والتجارة والمعادن والمؤسسات والصحافة والإدارة والجمارك والجيش والشرطة والمياه والغابات والبيئة والصيد والصناعة والثقافة والشئون الدينية والطب والتأمين والصيلة والصحة والنقل البري والبحري والطيران والمخدرات والمؤثرات العقلية والإنشاء والعمران والتعليم والتراث والديبلوماسية والأقتصاد والمالية إلى آخر القائمة وافرطت الدولة فى ذلك إفراطا شديدا على حساب المعايير والحاجيات الضرورية فكل شخص فى القطاعات المعنية بسن القوانين يقوم بسن ما يشاء منها وعلى غرضه وذوقه وهكذا اصبح لدى بلادنا من القوانين التى لا تساوي الحبر المسكوب عليها ما يضاهي من لدينا من رمال وكثبان وهذه التخمة القانونية ساهمت فى فساد المؤسسات وخلطت الحابل بالنابل واربكت المشهد الوطني وجعلت القضاء لا يستطيع البت فى قضية معروضة عليه ولا يعرف أي الطرق يسلك مع هذا الملف أو ذاك أما الإدارة فزادتها فسادا إلى فسادها القديم إلى درجة أنها تضربت عرض الحائط بجميع القوانين وراحت تتصرف على هوى كل فرد فيها وخلاصة القول هي أن القوانين لاتسن أعتباطيا وإنما تسن لضرورة ملحة وعلى يد خبراء فنيين وتحت مراجعة علماء فى مجال المواضيع التى يتناولها القانون ثم إن التقليل من سنها أفضل عكس ما يظنه ضعفاء العقول واصحاب المستويات المتدنية إن عمل فريق من الأذكياء والمفكرين مدة شهر واحد افضل بكثير من عمل غيرهم مدة سبع سنوات
الصحافة ليست بحاجة إلى قانون ولكن البلد بحاجة إلى تنمية شاملة وفرص يعمل فيها كل فرد دون حاجة إلى أنتحال مهنة الصحافة هؤلاء الذين إنتحلوا مهنة الصحافة كنا راهم فى الشارع دون عمل وبعضهم كانوا معلمين وأساتذة لم تؤمن لهم وظائفهم ضروريات المعاش فتوجهوا نحو الصحافة وخلطوها بعملهم لعل وعسى يجدون ما يؤمن لهم لقمة العيش فلوكانت هناك فرص للعيش أو للعمل المجدي لأغلب من ينتحلون مهنة الصحافة لكنوا استغنوا عن مهنة المتاعب ولكن لم يجدوا أي فرصة وبما أن الصحافة ليست دونها اقفال تحول دون ولوجها كانت هي الوجهة الرئيسية لمن أهمله البلد ولفظته الحياة ووجد نفسه على قارعة الطريق فولجها طمعا فى المال والجاه ولم يعلم أن اصحابها المهنيين الذين خدموها عشرات السنين لم يستفيدوا منها إلا هما وتعبا وتحملا لمسئوليات بلد يعج بالأنتهازيين وبالفساد والمفسدين وأقول لكم شيئا أنا عملت فيها منذ تسعينيات القرن الماضي بعدما سئمت من البحث عن عمل دون جدوى ولو وجدت عملا غيرها لما ولجتها أبدا
مدير مؤسسة لسان الحال
سيد ولد مولاي الزين