
جوائز نوبل للسلام عادة ما تكون محصورة فى الدول شمال الكرة الأرضية من ,آمريكا مرورا بأروبا وانتهاء بروسيا وإذا ما حصل عليها شخص من الجنوب لابد أن يكون موالي للغرب فى توجهاته ونضاله وغذا لم يكن موالي للغرب فلن يحصل عليها مهما كان دوره فى الأحتجاج والنضال والسلام والعدل والمساواة
أعلنت لجنة نوبل النرويجية، اليوم الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام لعام 2021 للصحفي الروسي ديمتري موراتوف، مناصفة مع الصحفية الفيليبينية ماريا ريسا لجهودهما في حماية حرية التعبير.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تُمنح فيها جائزة نوبل لمنتسبي بلاط صاحبة الجلالة منذ عام 1935، وتكون من نصيب شخصين من العاملين بمهنة البحث عن المتاعب.
فمن هما الصحفيين ديمتري موراتوف وماريا ريسا الفائزين بجائزة نوبل للسلام 2021، نرصد ذلك في السطور التالية.
ديمتري موراتوف
نشر موقع سيوتنبك عربي، أن دميتري أندريفيتش موراتوف ولد في 30 أكتوبر عام 1961 في مدينة كويبيشيف، التي أطلق عليها فيما بعد سامارا، وفي عام 1983 تخرج من الكلية اللغوية بجامعة كويبيشيف الحكومية، وفي عام 1983 وحتى 1985 خدم موراتوف في صفوف القوات المسلحة للجيش الأحمر السوفييتي بصفة رقيب متخصص في تصنيف أجهزة الاتصالات
بدأ موراتوف حياته المهنية كصحفي في صحيفة، فولجسكي كومسوموليتس، وفي عام 1987 أصبح رئيساً لقسم الشباب العامل في صحيفة، كومسومولسكايا برافدا، وفي عام 1990 تم تعيينه محررًا لقسم الإعلام والنشر.
وفي نهاية عام 1992، أصبح موراتوف أحد مؤسسي جمعية الطابق السادس للصحفيين، وفي عام 1993، غيرت "كومسومولسكايا برافدا" اسمها لاحقًا إلى صحيفة "نوفايا غازيتا"، التي تأسست بدعم مالي من الرئيس الأول لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، ميخائيل جورباتشوف. وصدر العدد الأول في 1 أبريل 1993.
في عام 1993 انضم موراتوف إلى هيئة تحرير "نوفايا غازيتا" وأصبح نائب رئيس تحريرها، قبل أن يصبح مراسلاً للصحيفة في الشيشان بين عامي 1994 – 1995، وفي 1995، تولى موراتوف منصب رئيس تحرير "نوفايا غازيتا".
في عام 2004 أصبح موراتوف فرداً من مجموعة مؤلفة من الشخصيات العامة الروسية والسياسيين والصحفيين، وبعدها أصبح موراتوف أحد المالكين المشاركين لمجلة "كروكوديل" في صيف عام 2008.
في يونيو 2006، وخلال مؤتمر الصحف العالمي، أصبح ميخائيل غورباتشوف ورجل الأعمال والسياسي ألكسندر ليبيديف، الذي كان في ذلك الوقت عضوًا في الفصيل البرلماني لروسيا المتحدة، مالكين مشاركين لـ "نوفايا غازيتا"، برئاسة موراتوف.
موراتوف والحيازة الإعلامية
وعد ميخائيل غورباتشوف بأن تعددية الآراء ستبقى في الصحيفة على الورق، ولن يتدخل في سياسة الصحيفة" وبعد عامين من الإتفاق، أعلن موراتوف أن غورباتشوف وليبيديف اقترحا إنشاء حيازة على أساس المنشور، "والتي ستشمل عدة صحف ومحطات إذاعية وموارد إنترنت وربما خدمة اجتماعية خاصة بها" ، وفي منتصف عام 2000،تم تسجيل الحيازة الإعلامية، التي سميت، الوسائط الجديدة.
موراتوف في التليفزيون
لم يكتفي موراتوف بالعمل في وسائل الإعلام المطبوعة، وعمل أيضًا في التلفزيون، ففي عام 1997 كان مضيفًا لبرنامج Press Club (ATV - ORT)، وفي 1998 كان مقدماً للبرنامج الأسبوعي Sud Goes على قناة NTV. كما تعاون مع البرنامج الأسبوعي "فضائح الأسبوع" (JSC "Vzglyad" - القناة التلفزيونية "TV-6 Moscow").
وسام الشرف
حصل موراتوف على وسام الصداقة ووسام الشرف، كما حصل على عدد من الألقاب والجوائز المرموقة، بما في ذلك مؤسسة Memorial Foundation، وجائزة Henry Nannen (ألمانيا)، وجائزة 2007 الدولية لحرية الصحافة التي أنشأتها لجنة حماية الصحفيين، وجائزة المواطنة والنزاهة والمساهمة في مهرجان Stalker السينمائي الدولي. لتطوير الصحافة الروسية".
ماريا ريسا
هي صحفية فلبينية أسست موقع الصحافة الاستقصائي "رابلر" على الإنترنت، وركزت معظم أعمالها على الحملة العنيفة المثيرة للجدل التي شنها الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي على المخدرات في بلاده، واكتسبت شهرتها من خلال تغطيتها الثابتة لدوتيرتي وحربه الوحشية على المخدرات.
ريسا وحرية الصحافة
قالت ريسا في حديث لشبكة سي إن إن، إن التواجد في الخط الأمامي كمراسل حرب أسهل من القتال من أجل حرية الصحافة، لأنك "لا تعرف حتى مكان وجود العدو".
وأضافت ريسا: على الأقل عندما تكون في منطقة حرب، يأتي إطلاق النار من جانب وأنت تعرف كيف تحمي نفسك".
ريسا وقضية التشهير السيبراني
من أشهر القضايا التي واجهت الصحفية الفلبينية ماريا ريسا، وتعود أحداثها إلى عام 2012، عندما نشرت ريسا أن رجل الأعمال ويلفريدو كينغ كان على صلة بالمخدرات غير القانونية والاتجار بالبشر. ومع ذلك، نشر رابلر المقالة قبل عامين من دخول قوانين التشهير السيبرانية الجديدة حيز التنفيذ في الفلبين، واعتبر المحققون أن ذلك تشهيراً إلكترونياً، ووجدت ريسا و رينالدو سانتوس جونيور الصحفي المشارك لها في القصة، مذنبين ومعرضون للسجن مدة 7 سنوات، حسبما نشرت، سي إن إن العربية.
وأدانت محكمة في العاصمة مانيلا، العام الماضي، ريسا بتهمة التشهير السيبراني، في قضية وصفتها هي وجماعات حرية الصحافة بأنها محاكمة ذات دوافع سياسية من قبل حكومة الرئيس رودريغو دوتيرتي، وتم القبض عليها من مقر موقعها الإلكتروني رابلر.
ريسا وخوفها علي الصحافة المستقلة
حذّرت ماريا ريسا من أنّ ما تواجهه هي كصحفية وفي موقعها رابلر، وفي بلدها يشكل دليلاً على الخطر الكبير الذي تواجهه الصحافة المستقلّة، وما يجري مع ريسا ليس سوى تجربة أولية لكيفية تفكيك دولة ما لهذا النوع من الصحافة.
ونبّهت ريسا من "تصدير كيفية إعداد وتنفيذ حملة ضد صحفي شهير من بلدها إلى جميع أنحاء العالم"، مضيفةً في الفيلم الوثائقي Thousand Cuts الذي صدر مؤخرًا حول مكافحتها ومواجهتها للمعلومات المضللة والهجمات التي تشنها السلطات الفلبينية ضد الصحافة المستقلة أنّ من هو وراء الحملات ضدها "يدرس تكتيكات حول كيفية التلاعب بالولايات المتحدة في الفلبين، وبحال نجحت سيوزّعها على العالم"، طبقاً لما نشرته سي إن إن العربية
رد فعل دميتري موراتوف و ماريا ريسا
كان رد فعل دميتري موراتوف عاطفياً بعد سماعه نبأ فوزه بجائزة نوبل للسلام. وأشار في محادثة مع قناة وزارة الدفاع الروسية "زفيزدا"، إلى أنه يعتبر هذا مكافأة، أولاً وقبل كل شيء، لجميع الموظفين القتلى، الذين ناضلوا دائمًا من أجل حرية التعبير ومن أجل الديمقراطية.
وأعربت الصحفية الفلبينية ماريا ريسا عن فرحتها العارمة قائلة أن نبأ فوزها جعلها في حالة ذهول، كما صرحت في حديث على الهواء مباشرة مع موقع "رابلر" الإخباري الذي شاركت في تأسيسه قائلة: "أنا في ذهول". طبقاً لما نشرته العربية.