
ما حدث من اقطاع للكهرباء فى مدينة اركيز يحدث اسوء منه وابشع واكثر فظاعة فى العاصمة نواكشوط ولم يقال أحد ولم يعاقب أحد وكأن الأمر عادي فى العاصمة وغير عادي خارجها ثم إن تبرير الحكومة بالقول أن هذه الأختلالات الملحوظة والغير مسئولة ولا مقبولة سببها هو النظام السابق هذا لم يعد مقبولا ولا مسموعا فهؤلاء الذين يقولون هذا الكلام كانوا ضمن أعضاء النظام السابق وكل خلل يتحملون جزئه الأكبر والأن فقد مضت عليهم فترة كافية لمعرفة الخلل إذا كونوا لم يعرفونه من قبل هم من رموز النظام السابق ومن اقرب المقربين منه ويشاركونه فى هرم السلطة وكان عليهم علاج الخلل البين فى البلد لو كانوا على المستوى لكنهم فضلوا دفن رؤوسهم فى رمال التجاهل وعدم المعرفة بما يجب أن يكون عليه الأمور فى البلد لم يغيروا شيئا من النظام السابق الذي ينتقدونه ولم يأتوا بنظام جديد حتى يقال أنهم برئاء من دم يوسف وإنما بقوا فى النهج القديم الذي يقولون أنه السبب فى كل هذه المئاسي التى يعاني منها البلد لقد وحلوا فى شكليات وتركوا جواهر الأمور وكانت هذه النتيجة إن معالجة الخلل تكمن فى معالجة الأمور من جذوعها وليس من اطرافها إن هذه الرتوش المسرحية وردات الفعل الجانبية المبالغ فيها بعض الأحيان لا تدل على معرفة بالواقع المعاش فى البلد ولا على خبرة فى التعاطي مع الأزمات والحيلولة دون وقوعها قبل فوات الأوان نحن نلاحظ أن القضايا الوطنية لا تعالج بالطريقة الأحسن إن الإهمال الحكومي والأتكال على كبر الوظيفة وعدم النزول إلى الشارع وعدم التشاور مع المواطنين فيما يتعلق بالأزمات وعدم الشفافية فى التعاطي مع الشأن العام والصمت المطبق من طرف كبار المسئولين واحتقار المواطنين عندما يتوجهون نحو الدوائر الحكومية فى حاجياتهم اليومية والمحسوبية السياسية والإدارية والأجتماعية والزبونية كلها عوامل لا تصب فى مجرى الإصلاح ولا الحكم الرشيد وليس تبادل الموظيفين للمناصب ولا تكرير المفسدين ينفع فى عملية التنمية والإصلاح ففساد الإدارة يعالج بتغييرها وفساد النظم يعالج بتغيير وفساد النفوس يعالج بتغييرها وفساد العقول يعالج بتغييرها وفساد التعليم يعالج بتغييره وفساد الأمم عالجه المولى جل وعلا بالقضاء عليها حتى لا تبقي جراثيمها تعيث فسادا فى الأرض