
هذا السؤال يحتاج إلى دراسة وتحليل فقد سبق أن سؤل الرئيس عن هذا فقال أن السؤال سابقا لأوانه ولذا وبناء على هذه الإجابة الغامضة من الرئيس لم يبق أمام المحللين سوى قرائة الأستنتاجات التى تحصل والتوجهات والتغيرات فى المشهد السياسي الذي يوحي بأن الرئيس يريد البقاء فى الحكم فترة أطول على الأقل مأموريتين الذين يسمح بهما القانون أم يكتفي بالأولى وينسحب وطبقا لدارسة الموضوع لابد من إيجاد علامات تدل على شيء من ذلك ومن علامات البقاء فى الحكم طبقا للعمل السياسي هي إنشاء قطب سياسي جديد يستطيع أن يجذب الناخبين بعيدا عن المشهد القديم المجرب والمتعفن أو على الأقل شيء جديد لا يعرفه الناس ولا يلاحظون عليه وهذا ما لم يفعله الرئيس حتى الآن وهو ربما يكون إشارة على عدم البقاء فى الحكم فترة أخرى اللهم إلا إذا كان يعتقد بأن المشهد القديم سوف يوفر له ما يلزم فى المستقبل بما فى ذلك إعادة الأنتخاب وربما المطالبة بمأمورية ثالثة كما حدث مع الرئيس السابق وهذا الأحتمال قد يكون فيه خطورة كبيرة فالناخب اصبح لديه وعي أكثر من ذي قبل ومن ضيعوا حقوقه طيلة الحقب الماضية إذا نسيهم بهذه الدرجة فإنه قد فقد الذاكرة بالكامل حتى اصبح مثل السنجاب يقوم بدفن زاده فى أماكن ثم ينسى تلك الأماكن حتى يأتي المطر فتنبت بذور تلك المؤونة دون أن ينتفع بها وهكذا
إن الرئيس ولد الغزواني الآن فى منتصف مأموريته الأولى ذهبت منها سنتان وأشهر وبقيت سنتان واشهر النظام لم يتغير ولم ينشأ حزبا خاصا به التعهدات أغلبها لم يتحقق وخطة الإقلاع بقيت منها سنة ومازالت جاثمة فى مكانها المشاكل كثيرة والوعود كثيرة والحل اشبه بالمعدوم
المشهد السياسي ينتظر معجزة من السماء تحل هذه المشاكل والعقد دفعة واحدة وذلك هو المستحيل بعين ذاته فهو مرتبك ومتردد وغير حاسم فى شيء ينتظر الحوار السياسي المرتقب لعله يكون مخرجا من هذه الرتابة المضنية وتجربة الحوارات ونتائجها طيلة تاريخ هذا البلد لاتبشر بخير فهي اشبه ما تكون بورشات الحكومة التى استمرت زهاء الثلاثين سنة بمعدل عدة ورشات يوميا ولم تحسن العمل فى شيء ولم ترفع من شأن الموظفين ولم تحقق بنية تحتية ولم تساهم فى إصلاح الإدارة ولا فى محاربة الفساد والفقر ولم تصل سوى لإستنزاف موازين القطاعات وهدرها فى لاشيء لكي تقسم مبالغ نقدية على المشاركين فى تلك الورشات وهذا هو الهدف منها أصلا
إذن الرئيس يبدو أنه ينتظر فى آخر سنة من مأموريته ليرى هل يترشح لمأمورية ثانية أم لا والمأموريات لابد لها من تحضير مسبقا وعلى كافة الأصعدة وليست مثل الترشح الأول الذي كان من أجل سد الفراغ الناجم عن خروج رئيس بسبب إنهاء فترته القانونية على الحكم وإيجاد خلف له من نفس الجينة السياسية أو العسكرية .