المعارضة فى موريتانيا واسباب عدم التناوب على السلطة

اثنين, 09/10/2018 - 11:39

 

من اسباب عدم التناوب على السلطة فى موريتانيا كيد الانظمة التى حكمت بعد الأستعمار والتى ظلت متشبثة بالحكم عن طريق لوبي حكومي متحكم فى مفاصل الدولة ويستخدم المال العام ووسائل الدولة فى عدم السماح بالتداول على الحكم

إلا أن السبب الرئيسي يعود إلى بنية المعارضة نفسها وهشاشتها وتشرذمها بحيث لم تستطع تكوين قطب سياسي موحد لديه برنامج معين وله أمتداد على كافة التراب الوطني ، بدأت فكرة ما يسمى بالمعارضة الديموقراطية فى عهد النظام الذي حكم بعد الأستعمار ولكنها لم تتبلور بشكل يسمح لها بالأستمرار وبالتالي قضى عليها النظام الحاكم فى المهد وأنشأ حزبا وحيدا للسطة أطلق عليه إسم حزب الشعب ، وربما كان ذلك بداية لتشبث الأنظمة فيما بعد بفكرة الحزب الواحد المهيمن على المشهد السياسي فى البلد ويقف بأستمرار فى وجه كل من يطمح إلى التناوب على السلطة وعندما دخلت البلاد عهد النظم الديموقراطية وسنت دستورا فى بداية التسعينات من القرن الماضي ظهرب أحزاب بعضها يصب فى مجرى الموالاة بينما البعض الآخر يحمل شعار المعارضة وإن كان الخيط الناظم لذلك متقارب جدا لا يفصل بينه سوى إجراء خصوصي بتعيين فلان المعارض ليصبح مواليا فى رمشة عين ويغضب من زملائه فى المعارضة ونفس الشيء ينطبق على الموالاة ومن أبرز أحزاب المعارضة التى ظهرت فى ذلك الحين حزب ولد داداه ، وأسمحولي بتسمية كل حزب بزعيمه لأنني إذا ذكرت الأرقام أو غيرها ;ufd أو udp

 من ارقام الأحزاب التى تشبه ارقام البيانات فى الإنترنت لن يعرفها إلا قلة من الناس أما إذا ذكرتها بأسماء أصحابها فإنها سوف تعرف فورا إذن ظهر حزب ولداداه مع مؤسسيه ومن بينهم مسعود ولد بلخير ومحمد ولد مولود وآخرين بعضهم مازال على قيد الحياة وبعضهم ذهب إلى الدار الآخرة وعندما جاء أحمد ولد داداه من الخارج أنضم إليهم  وسلموا له قيادة الحزب وخاضة معركة الأنتخابات الأولى مع حزب ولد الطايع الذى أطلق عليه أتباع ولد الطايع الحزب الجمهور أما ولد الطايع نفسه فلم يكن يميز فى ذلك الحين بين إسم الجمهور أو إسم الشعب أو إسم لأي حزب وإنما كان أتباعه من اللوبي الحكومي هم من يطلقون الأسماء والمصطلحات ويسنون القوانين المكرسة للنظام الواحد ويقدمونها لولد الطايع فيوقع عليها ، وسرعان ما أنفجر حزب المعارضة وخرج منه أحد المؤسسين البارزين هو مسعود وأسس حزبه التغيير الذي أنحل فيما بعد ثم إنضم إلى حزب التحالف الذي يقوده الآن كذلك خرج محمد ولد مولود وأسس حزبه الحالي ثم خرج جميل منصور الذي كان عمدة لعرفات مترشح من حزب ولد داداه وأسس فيما بعد حزبه التواصلي الحالي ثم خرجت شخصيات زنجية وأسست أحزابها  كما خرج أعضاء آخرين وأنضموا إلى الأنظمة الحاكمة وأخيرا وليس آخرا خرجت مجموعة ولد أمين وأسست حزبا خاصا بها وكان لهذه الأنفجارات النووية أثرها البالغ على بنية الأحزاب المعارضة طبعا ربما نسيت شظايا أخرى من حزب ولد داداه لم أذكرها لكثرتها وهكذا تفككت المعارضة وتشرذمت وأصبح من السهل على الأنظمة ابتلاعها وهضمها بسرعة البرق ولذلك بقيت البلاد دون قوى مرشحة للتناوب على السلطة وكل من جلس على كرسي الرآسة يقوم بتشكيل حزب يولد فى الليل ويصبح أكبر من أبيه نتيجة تغذيته بمال شعب بأكمله ورعاية دولة بأكملها

على مدار الساعة

فيديو