الحج فريضة مرة واحدة فى العمر من حج الفريضة المال الذي يحج به مرة أخرى اولى به الفقراء

ثلاثاء, 06/10/2025 - 19:07

 

والحج المقبول له علامات نشير هنا إلى بعض أماراته

انظروا الى حجاجكم فاءذا رايتموهم اكثر زهدا فى الدنيا بعد الحج واشد إقبالا على الله فاعلموا أن حجهم مبرورا أما إذا كانوا أكثر انهماكا فى الدنيا واش حرصا عليها وأقل إقبالا على عبادة الله الواحد الاحد فاءن الحج لم يقبل وانما ذهبوا وصرفوا أموالهم فى لا شيء

ومن علامات قبول الحج كذلك، أن يعود الحاج أكثر حياء، فعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء لا يأتي إلا بخير(متفق عليه)، ويصبح أكثر وفاء للعهد وإنجازاً للوعد حيث يقول الله تبارك وتعالى: وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً

إن هناك علامات ودلائل وقرائن توحي بقبول الله للحج من عدمه، وأولى هذه العلامات هي أن يعود الحاج من الديار المقدسة مقبلاً على الآخرة بحيث تهون عليه الدنيا بكل مادياتها وزخارفها الزائفة حتى إنها قد لا تساوي في عينيه جناح بعوضة وأن يفر إلى الله بكل ما تحمله الكلمة من معنى .

سئل الحسن البصري، رحمه الله تعالى: ما الحج المبرور؟ فقال: أن تعود زاهداً في الدنيا، راغباً في الآخرة، فليكن حجكم حاجزاً لكم عن مواقع الهلكة، ومانعاً لكم من المزالق المتلفة، وباعثاً لكم إلى المزيد من الخيرات وفعل الصالحات، واعلموا أن المؤمن ليس له منتهى من صالح العمل إلا حلول الأجل.

ما أجمل أن يعود الحاج بعد حجه إلى أهله ووطنه بالخلق الأكمل، طاهر الفؤاد، ناهجاً منهج الحق والعدل والسداد، ومن يعود بعد الحج بتلك الصفات الجميلة هو حقاً من استفاد من الحج وأسراره ودروسه وآثاره .

إن الحاج منذ أن يُلبي وحتى يقضي حجه وينتهي فإن كل أعمال حجه ومناسكه تعرفه بالله، وتذكره بحقوقه وخصائص ألوهيته، فعندما يستقر التوحيد في أعماق النفس الإنسانية تتبدى لها سلوكيات راقيَة وأقوال حكيمة وأفعال خَيرة، وتتوالى أركان الإسلام بأنوارِها من الصلاة والصيام والزكاة، ويأتي الحج ليمثل قمة هذا الإيمان والإسلام تشريعاً وواقعاً .

لقد قيل إن الحج المبرور أن يستقيم المسلم بعد حجه فيلزم طاعة ربه، ويكون بعد الحج أحسن حالاً منه قبله، فإن ذلك من علامات قبول الطاعة، قال بعض السلف: علامة بر الحج أن يزداد بعده خيراً، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه.

ومن علامات قبول الطاعة أن توصل بطاعة بعدها، فما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة، فقد كان الإمام أحمد يدعو ويقول: اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك. وكان عامة دعاء إبراهيم بن أدهم: اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة.

يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين(الذاريات -50)، ويكون الحاج من الذين قال فيهم الله تبارك وتعالى التائبون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين(التوبة 112)، أي أن على الحاج قبيل أن يخرج من بيته قاصداً الحج أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً ويعقد العزم والنية على ألا يعود إلى ذنب أبدا ويظهر هذا جليا فور عودته من بيت الله الحرام خاصة إذا كان الله قد أسعده بقبول حجه .

قمة الفرائض

وعندما يستقيم المسلم على صلاته اليومية يأتي الصوم في شهر رمضان من كل عام ليُواصل مع المسلم مسيرة النقاء النفسي والخلقي، وقد شُرِع الصوم في العام الثاني للهجرة .

وفي فضائل الصوم وثوابه يقول عليه الصلاة والسلام: قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخَب فإن سابَّه أحد أو قاتَله فليقل إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخَلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطر وإذا لقي ربه فرح بصومه.

وإذا كان المسلم يملك نصاباً ماليّاً أخرج الزكاة كلما حال عليه الحول، وقد فرضت الزكاة في العام الثاني للهجرة بعد فرضية الصيام . وهي طُهْرة للمسلم من الشُّحِّ والبُخْل ونقاء للنفس والسريرة .

وهكذا تتكامل أركان الإسلام ليصل المسلم إلى قمتها بأداء فريضة الحج التي فُرِضت في العام السادس للهجرة .

ومن المشروع أداء ركعتين خلف مقام إبراهيم بعد الطواف لقوله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى(البقرة:125) . . ومن كفارات الحج الصيام والهَدْي، قال تعالى: فمَن كان منكم مريضاً أو به أذىً من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسُك(البقرة: 169) .

إن الحج قائم على جميع ألوان العبادة التي تشمل القلب والقالِب، وتتمكَّن من النفس والجوارح، وتنطلق من الإخلاص والتسليم المطلَق لله رب العالمين، ولعل التلبية التي يُرَدِّدها الحاج في حرَكاته وسكَناته هي التعبير الصحيح لخضوع الإنسان نفساً وبدناً لخالقه الأعظم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

القرب من الله

يصبح الحاج إذاً من الذين يهجرون الفواحش والآثام صغيرها وكبيرها ما ظهر منها وما بطن، ويكون مكثراً من الركوع والسجود قائماً على عبادة الله محافظاً عليها قولاً وفعلاً ومن قراءة القرآن الكريم أكثر من ذي قبل، كما يكثر من الحمد والشكر لله تعالى تبارك وتعالى ويثني عليه ثناء يليق به، ويترك الملذات ولا يطيع الشهوات وصواماً قواماً بصورة أكثر منها قبيل ذهابه للحج .

لا شك في أن الخشية الشديدة والدائمة من الله والتقوى والسير على نهج كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم هي من أهم علامات قبول الحج فنحن في زمن مخيف كثر فيه الخبث والقابض على دينه كالقابض على الجمر ولا حل ولا منجاة سوى بأن نتعلق جميعاً ب لا إله إلا الله محمد رسول الله#171;، فعن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها ذات يوم فزعا يقول لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذهوحلق بإصبعه الإبهام والتي يليها . . فقالت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث(متفق عليه) .

وإذا قبل الله سبحانه وتعالى الحج، يجد الحاج نفسه بعد أن يعود من الديار المقدسة وقد أصبح أكثر حلماً وأناة ورفقاً ويصبح أكثر كظماً للغيظ عن ذي قبل ويعفو عن الناس بصورة أكثر وأفضل وأوضح عما كان عليه قبيل ذهابه للحج، حيث يقول الله تبارك وتعالى في وصفه للمؤمنين الصالحين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين(آل عمران 134)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة(رواه مسلم) .

ومن علامات قبول الحج كذلك، أن يعود الحاج أكثر حياء، فعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء لا يأتي إلا بخير(متفق عليه)، ويصبح أكثر وفاء للعهد وإنجازاً للوعد حيث يقول الله تبارك وتعالى: وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً#171;، وأن يصبح طلق الوجه عند اللقاء أكثر من ذي قبل فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكلمة الطيبة صدقة(متفق عليه)، كذلك يكون الحاج بعد حجه أكثر وقاراً وسكينة ويكون من عباد الرحمن الذين قال الله فيهم وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً(الفرقان 63) .

التوحيد الخالص

إن الحج فريضة العمر للمسلم، والإيمان والإسلام يبدآن بكلمة التوحيد الخالص: لا إله إلا الله. تلك الكلمة التي جاهد عليها الأنبياء جميعاً، فقد قالوا لأقوامهم: اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل ما قلتُه أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله.

ألا ما أجملها من رحلة، وما أكرمها من ضيافة، وما أعظمها من نعمة وما أجلَّه من فوز مبين . . يذهب المسلم الصادق إلى الحج، فإذا وفقه مولاه جل علاه لتأدية الفريضة على الوجه الأكمل، فقد وصل إلى جملة أغراض وعدة مقاصد: إنه يسهم أولاً بشخصه مع إخوانه في الله، في تطبيق الوحدة على أوسع نطاق مستطاع، وهو يزور الأماكن الطيّبة المقدسة صاحبة الذكريات الدينية المجيدة، والنفحات الإلهية العديدة، فيكون له من هذه الذكريات نور وضياء، ومن هذه النفحات غذاء ودواء، ومن التدبر والتفكر إيقاظ وإحياء، والذكرى تنفع المؤمنين .

وهو يرى المشاعر الحرام فيزداد لدين الله إجلالاً، وعلى ربه إقبالاً، وهو يرى بعينه كيف انبعث دين الإسلام الهادي من جوف الصحراء، ومن واد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم، ومع ذلك عمر هذا الإسلام دنيا الناس بالخيرات والبركات، وزانها بالطيّبات الصالحات، وأخرج من رمال الفيافي ومن جوف الخيام رجالاً صاروا فرسان النهار ورُهبان الليل، فعلموا الدنيا كيف تكون القيادة الرشيدة، والعبادة المجيدة، والجهاد من أجل الحق والخير والعدالة والإخاء .

اللهم إنا نسألك قبول حج كل من أدى شعائر ومناسك الحج وأن تجعلهم من أهل الجنة مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة(متفق عليه) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بُنِي الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت مَن استطاع إليه سبيلاً.

على مدار الساعة

فيديو