كما كان متوقعا فإن برنامج الحكومة الذي تفضل به الوزير الأول اليوم أمام البرلمان لا يختلف كثيرا عن برامج سابقيه من الوزراء الأول فى الحكومات المتعاقبة ورغم أننا لم نجد الوقات بعد لدراسته والتعليق عليه فقرة فقرة إننا لا حظنا تكراره أو تكرار الكثير من فقراته ومواضيعه بشكل غير مهني وممل تحدث الوزير عن وعود لمشاريع لا تمس فى الغالب حياة المواطنين بصفة مباشرة خاصة أنه لم يكن فيه بند يتعلق بمحاربة الفقر والجوع ولم يكن فيه شيء واضح يتعلق برفع الظلم عن المظلومين عدى ذكر منصة تدعى العين الكثير من المواطنين لا يعرفها ولا يعرف كيف يستخدمها ولا تضمن رفع الظلم عن أحد كذلك لم يكن فيه شيء يتعلق بالمهمشين ولا بالمقصيين ولا بالمغبونين وهذه الأشياء عبارة عن سياسة ممنهجة ومعمول بها فى النظام الموريتاني
نعود إلى الوعود التى تقدم بها الوزير الأول هناك مشاريع كما اسلفنا بعضها مازال نظريا والبعض يكلف ميزانية الدول الأموال الكثيرة على مجرد دراسة الجدوى والبعض متعثر ثم إن المشاريع إذا ما تم النتهاء من دراستها ودراسة جدوائها المكلفة وأنطلقت ليس هماك ما يضمن إنجازها والذي ينجز منها يكون عادة لا تتوفر فيه المعايير الفنية وتمويله يتعرض لكثير من التعويضات للمشرفين عليه بحيث يذهب جل رأسماله إلى جيوب المشرفين والفنيين الوطنيين والأجانب ورجال الأعمال الذين حصلوا على تلك المشاريع سواء عن طريق لجنة الصفقات أو عن طريق أخرى المهم أن برنامج حكومة الرئيس الذي ألقاه زويره الأول اليوم أمام البرلمان لايسمن ولا يغني من جوع وتجاهل اكبر مشكلة يعاني منها البلد وتحول دون الوحدة الوطنية والأنسجام الداخلي ألا وهي الفقر والعوز والإقصاء والتهميش والغبن وسوف يناقش البرنامج أمام البرلمان يوم الأحد القادم ويتبين المراقبون النواقص التى حملها هذا البرنامج
اخيرا ذكر الوزير الأول فى معرض إصلاح الإدارة أنه سوف يجد موظفين مكونين فى بيئة اسماها بأنها غير البيئة الحكومية الحالية ولا تمت للتكوين الموجود فى البلد بصلة ونحن لا نعرف شيئا عن هذا الذي ذكر الوزير الأول هل يكونهم فى مكان خارج الكرة الأرضية على سطح القمر مثلا أم فى مجرة درب التبانه ؟
