
فى زيارة الرئيس لإسبانيا نقلت وسائل إعلام حديثا قيل أن الرئيس اجراه مع افراد من الجالية الموريتانية فى إسبانيا ذكر فيه تصنيف الأمم المتحدة لموريتانيا أنها بلد فقير ثم تطرق إلى كون الشعب يعاني من المجاعة إلى درجة أنه لا يتوقف أحد عند وقفة مرور إلا وانهال عليه طالبي الصدقة من كل حدب وصوب وأنه يوجد فى البلاد من يبيتون دون طعام أو ماء أو كهرباء إلى غير ذلك وإذا كان ما نقل عن الرئيس صحيحا فإن ملاحظاتنا عليه تكون كالآتي :
أولا الأمم المتحدة قولها ليس قول مالك إنما كان المفسدون فى البلد هم من صنف بلادنا بأنها بلد فقير رغم ضخامة ما ليديها من ثروات لأنهم كانوا يستدرون جيوب المنظمات الدولية لكي تمنحهم المساعدات فيشترون بها الإبل والبقر والغنم والسيارات الفخمة والفلات بتفرغ زينه حتى اصبحت لدى كل مسئول فى الدولة قطعان عظيمة من الإبل والبقر والغنم بعضها سلط الله عليه الأمراض والجفاف فقضى عليها ومازال البعض موجودا لدى اصحابه وهنا نتسائل لماذا تركت أيها الرئيس من تسببوا فيما حدث للبلد هم المسيرون له حاليا فى الوظائف وفى اعضاء الحكومة وفى المجالس الإدارة والجهوية وفى نواب النهب وفى دوائر الفساد ؟ لماذا لا تغير الوضع ما دمت تعلم ذلك ؟ لماذا لا تبحث عن اسباب فقر وتخلف البلاد وتعمل على إزالة الأسباب ؟ وهنا نقول لك أن البلد ليس فقيرا إنه غني بثرواته وقادر على إغناء ساكنته لكن بشرط أن يتخلص من الزمرة التى افسدته وافلسته وافقرته وخلفته السيد الرئيس إن الجاليات الموريتانية التى هي الوحيدة فى اهتمامك فيما يبدو لديك حيث زرت الكثير من البلدان و فى السنوات التى توليت فيها الحكم والتقيت بالجاليات الموريتانية فيها كان عليك أن تجعل نصيبا من ذلك اللقاء بالمواطنين فى الداخل فهم من انتخبوك لكي تغير شيئا من معاناتهم فصرفت اهتمامك عنهم إلى من لم ينتخبك إن اعضاء الحكومة الذين عينتهم من الجاليات فى الخارج لم يصوت لك واحد منهم فى الأنتخابات الماضية ثم إن الجاليات فى الخارج بعيدين عن معرفة ما يجري فى الداخل وليس لهم أي تأثير فى المشهد الوطني مع احترامنا لجميع مواطنين فى الداخل والخارج ولكن هذه حقائق لالبس فيها ولا مجاملة فى كشف الحقائق السيد الرئيس إن اسباب الفقر هي أن الأغنياء يأكلون حق الفقراء ولو لم يحدث ذلك لما كان هناك فقيرا على الإطلاق السيد الرئيس مادمت تعلم أن فى البلد جياعا فأنت المسئول عن ذلك ومادمت تعلم أن فيه فقراء فأنت المسئول عن فقرهم وليس الأمم المتحدة ولا الجالية الموريتانية فى الخارج هل كلفت نفسك بإحصاء الناتج القومي للبلد ثم وزعته بعدالة وإنصاف على مواطني البلد ؟ لو فعلت ذلك لذهب الفقر والغبن ولما كان هناك جياعا ولا عطاشا السيد الرئيس أنت مسئول عنما يجري فى البلد عندما تحملت مسئوليته أمام الله ثم أمام الناس وأقسمت على ذلك يمينا والله هو اكبر الشاهدين لماذا تترك الزمرة التى افسدته تظل تعيث فيه فسادا وعدم مسئولية لماذا تتركهم يلتهمون موازين البلد ويحرمون منها الجياع كأنهم ليس لهم حق فى مال البلد ولا فى وظائفه ؟ وهذا يحدث أمامك وتحت مسئولياتك وتعلم بحدوثه وتقبل مجرياته أليس هذا تفريطا فى المسئولية وهدرا للأمانة التى عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأشفقن منها وأبين أن يحملنها وحملتها أنت ؟ قال تعالى / إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
السيد الرئيس إن موريتانيا ليست فقيرة بل هي غنية جدا لكنها فقيرة بالمسيرين الأكفاء النزهاء المستقيمين الوطنيين الحقيقيين وكان من واجبك أن تبحث عنهم وتستعين بهم على مسئولياتك التى تحملتها بنفسك فإما أن تنجح فيها أو تفشل والنجاح صلاح الدنيا والآخرة والفشل إهانة فى الدنيا وعذاب فى الآخرة
والسلام على من إتبع الهدى