
كثير من الموريتانيين إن لم نقل جميعهم يحب التعيين بل ويلهث من أجله فى الوظاءف السامية للدولة دون مراعات احكامه وعواقبه الكارثية فى الدنيا والاخرة ، والحكومات شجعت على ذلك و جعلت منه سياسة محاباة تحابي به من تشاء وتمنعه عن من تشاء كأنه عطية أو هبة منها لشخص ما أو الأشخاص و مكرمة من أجل الاستفادة وليس تكليفا يتطلب أن يكون صاحبه على مستوى المسؤولية من النزاهة والاستقامة والكفاءة وهذا ماجعل المواطنين جميعا يضعون التعيين نصب أعينهم ويتلهفون وراءه ويتصارعون عليه وينتظرونه بأحر من الجمر وكل من تم تعيينه يقبلون عليه بالتهانيء والتبريكات لأنه استفادة فى نظرهم اسفادة دنيوية ولاعبرة بالعواقب
هذا المفهوم الذي غرزته الانظمة الطاقوتية فى أذهان الناس خاطيء ومهلك وينبغي تغييره ، إن تولى الوظاءف السامية مسؤولية شاقة على أهل الاستقامة وفى الحديث : عن أَبي يَعْلَى مَعْقِل بن يَسَارٍ قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: مَا مِن عبدٍ يسترعِيهِ اللَّهُ رعيَّةً، يَمُوتُ يومَ يَموتُ وهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ علَيهِ الجَنَّةَ متفقٌ عليه.
وفي روايةٍ: فَلَم يَحُطْهَا بِنُصْحهِ لَمْ يجِد رَائِحَةَ الجَنَّة.
وفي روايةٍ لمسلم: مَا مِن أَمِيرٍ يَلِي أُمورَ المُسلِمينَ، ثُمَّ لا يَجْهَدُ لَهُم ويَنْصَحُ لهُم؛ إلَّا لَم يَدخُل مَعَهُمُ الجَنَّةَ.
3/655- وعن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقُولُ في بيتي هَذَا: اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ رواه مسلم.
ان المسؤولية توليها تكليف بامانة اذا ضعيها او ضيع منها شيءا يحاسبه الله عليه ، وفى الحديث ، كلكم راع وكلكلم مسؤول عن رعيته ، لايحتاج الى تاويل ، كان ينبغي ان يكون تولى المسؤولية فى بلاد المسلمين يخضع لضوابط وان لا يعين فى وظيفة سامية الا المستقيمين اهل الفضل والنزاهة والصدق والخشية من الله فهم من يستطيع تادية الامانة والمحافظة على المسؤولية والاستقامة ، لكن الانظمة التى خلفها الاستعمار انظمة طاغوتية تحسب المسؤولية تشريفا والوظيفة السامية غنيمة تدر الاموال على اصحابها وتمنحهم الجاه الذي يريدون فكثر بذلك الفساد وعم البلاء وضاعت الامانة وعظمت الخيانة وحسبنا الله ونعم والوكيل ،
كلهم يتوسل للرءيس والوزير يطلب تعيين هذا او ذاك أو تعيين نفسه ، هذا النوع من الناس هو الذي جعل البلد بلا شعب مجرد طلبة صدقة من الوظائف او طلاب تعيين فى الوظائف نحن نريد إصلاح البلد وليس تعيين زيد أو محمد سالم أو جلوا هذا من من حب التعيين فى الوظائف اصحابه ليسوا أهلا لها إنما هو من أجل النهب والفساد إن التعيين ليس من أجل ذلك والأكل كما تفهمه الحكومات هو الذي خرب البلد وتعيين المفسدين أو من يتوهم فيهم الفساد أو الكذب أو الغش أو الخيانة ذنبه يشترك فيه المعين ومن عينه لأنه من عينه قد أنه على الباطل أو على ارتكاب الجريمة ، فالاشخاص من ذوي سوابق الفساد من عينهم فى وظائف الدولة هو شريك لهم فى الفساد . وسوف يسأل يوم القيامة عن ذلك ويحاسب عليه ولا ينفعه جهله بذلك .