
بدأ حكمها بتسليم السلطة تحت الرقابة الأستعمارية للمرحوم المختار ولد داده استمر ثمانية عشر سنة يدير دفة حكم البلاد تحت الوصاية الفرنسية وبضمان منها ثم انقلب الجيش عليه وزج به فى السجن هو وأغلب معاونيه وقال الحكم العسكري أنهم وجدوا البلاد فى غاية الإفلاس وغارق فى المديونية وعاد إلى أحضان المستعمر حيث كان يحكم بواسطة القوات الفرنسية أنطلاقا من قاعدتها الجوية فى داكار وطائرات الجكوار التى تزود بالوقود فى الجو تمسح أجوائها طولا وعرضا وتفتح جدار الصوت حتى على الرعاة فى الخلاء وبتنسيق من طرف قادة عسكريين فرنسيين فى عواصم المدن الموريتانية بعد ذلك دخل الجيش فى صراعات داخلية على السلطة وأطلق الرئيس السابق المختار ومعاونيه وتم الأعتذار لهم من طرف السلطة الحاكمة آنذاك قائلة لقد ظلمناكم ونتعذر لكم وعودوا إلى عملكم كما كنتم وكأن شيئا لم يحدث وعادت حليمة إلى عادتها القديمة طبعا بأستثاء الرئيس السابق الذي تقاعد بحكم الأنقلاب وتوجه نحو الخارج للإقامة هناك ثم حكم العقيد هدالة وتوالت سلسلة الأنقلابات حتى أطيح به فى الثاني عشر من دجمبر سنة 1984 وتسلم الحكم الرئيس معاوية ولد الطايع وحينها قيل أنهم تسلموا البلاد منهارة وعلى حافة الإفلاس ومديونية مرتفعة جدا فى ظل صراعات مدنية واعتقالات بعد ذلك ظهرت صراعات عرقية داخل الجيش ومحاولات أنقلاب عرقية بمعونة جهات معروفة فى بعض دول الجوار ثم تفاقم الوضع حتى خرج عن السيطرة سنة 1989 وتم طرد الأجانب من كلا البلدين السينغال وموريتانيا فى أحداث غبية عنصرية وكيدية بغيضة بعد ذلك بسنة أو سنتين دخلت البلاد فى التعددية السياسية بأمر من الرئيس ومعاوية ولم تحسن هذه التجربة من أحوال الشعب الأقتصادية ولا حدت من الفقر ولا من البطالة وظل الوضع يتفاقم وأورام سرطان الفقر والتخلف تزداد حجما بزيادة عدد السكان من مليونين إلى ثلاثة ثم إنقلب الجيش مرة أخرى على الرئيس معاوية بعد محاولات فاشلة وتسلم الحكم لجنة عسكرية بقيادة المرحوم أعل ولد محمد فال الذي دعانا نحن الصحافة إلى القصر الرئاسي وصرح لنا أنهم تسلموا الحكم والمؤسسات فى البلاد خالية من الأموال وشبهها بصيدلية فيها علب دواء فارغة من الأدوية وبعد أكثر من سنة جائت أنتخابات فاز بها السيد سيد محمد ولد الشيخ عبد الله وقال أنه سوف يعالج مسألة الفقر والبطالة والإفلاس بطل ما يستطيع وهو من السلك الأقتصادي والمالي شغل عدة وزارات سابقة وبعد أكثر من سنة أطيح به دون أن يتحقق شيء ثم جاء العقيد ولد عبد العزيز الذي تحول بين ليلة وضحاها وبجرة قلم إلى جنرال وزعم عند تسلمه للسلطة أنه تسلم الحكم والبلاد مفلسة وذهب يستجدي نادى باريس لعله يمنحه سلفة تمكنه من تسيير الشئون الجارية للبلد ولو بفوائد كبيرة وأجل قصير وكان نظامه يدعي أنه يحقق القفزات الأقتصادية الغير مسبوقة للبلد وصرح هو فى بعض المناسبات أنه سوف يجعل البلد جنة من النمو الأقتصادي والرفاه المشترك وظلت أوضاع الشعب المعيشية تتدهور من سيئ إلى أسوء والبطالة والفقر والتخلف كلها تنتشر بلا هوادة وفى السنة الماضية جاء هذا الرئيس الحالي ولد الغزواني وطلع ببرنامج زعم أنه سوف ينقل البلاد من تلك الحالات المزرية التى كانت سائدة وقال وزيره الأول أنهم تسلموا البلاد وليس فى خزينة الدولة إلا بعض وعشرين مليار أو قية قديمة وعليها ديون بحوالي ميأتي مليار أوقية كل هذا ونفس المسيرين السابقين هم من يسير المرافق العمومية فى البلاد منذ عهد حكم المرحوم المختار ولد داده وكأن شيئا لم يكن وأعتقد أنه بعد سنة ألفين وخمسة وعشرين أو ألفين وعشرة وعشرين على ابعد تقدير سوف يأتي الرئيس القادم ويقول أنه تسلم البلاد مفلسة وشعبها يعاني من الفقر والبطالة